ورحلت أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش.. الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا التي تولت الحكم في عام 1952 ووافتها المنية يوم الخميس الماضي 8 سبتمبر 2022، بدوري أتقدم بالتعازي من السفيرة البريطانية في دولة الكويت بليندا لويس لوفاة الملكة إليزابيث الثانية.
ولا بد من العودة إلى عام 1952 عندما جلست الملكة إليزابيث على عرشها وهي ابنة الـ25 عاماً ليستمر جلوسها 70 عاماً، لتحكم من خلالها 15 دولة من دول اتحاد الكومنولث، وفي عهدها شهدت بريطانيا حقبة نعمت بالاستقرار في ظل التغير السياسي في الممالك ودول العالم، كما تطور المجتمع البريطاني في ظلّ الحكم لتلك الملكة الممتدة بحكمها في قلب أوروبا.
اهتمت الملكة بالكومنولث الذي كانت تترأسه، وكانت على معرفة جيدة بالزعماء الأفارقة ومتعاطفة مع قضاياهم، عاصرت الملكة اليزابيث 15 رئيس وزراء بريطانياً.
كما عاصرت الملكة الراحلة زعماء الخليج المؤسسين للدول الخليجية الحديثة.. وعن الكويت فقد عاصرت الملكة إليزابيث أمراء الكويت سياسياً منذ توليها الحكم ومع بداية عهد سمو أمير البلاد الراحل الشيخ عبد الله السالم، رحمه الله، نهضت العلاقات البريطانية - الكويتية، في مرحلة نهضة الكويت نحو الاستقلال، فألغيت اتفاقية الحماية البريطانية التي أبرمت عام 1899 ثم استقلال الكويت عام 1961.
وتمثلت العلاقات الطيبة في التعاون على جميع المستويات، مما أدى إلى تعزيزها وتشكلت بشكل أقوى في عام 1975 بتوطيد العلاقات الاقتصادية عندما ضغط مجلس الأمة الكويتي نحو تأميم النفط بالكويت، لتتملك القيادة السياسية جميع الحصص لشركة نفط الكويت، كما ارتبطت بورصة الكويت بالتداول بالاسترليني بعد اكتشاف النفط، ثم استمرت علاقة بريطانيا بالكويت اقتصادياً في إيداع عوائدها بالاسترليني مما يقوي الاقتصاد البريطاني، ولا ننسى دور المملكة المتحدة في عهد الملكة الراحلة إليزابيث ووقوفها إلى جانب الكويت في عام 1990 إبان الغزو العراقي الغاشم على البلاد.
ولا ننسى رابطة الصداقة البريطانية - الكويتية والعلاقات الثقافية والتاريخية والتجارية والتعليمية التي تربطنا ببريطانيا، تلك العلاقة الوطيدة التي نمت خلال عهد الملكة الراحلة، وعن ظهورها الأخير فقد شوهدت من شرفة مقر إقامتها الملكي خلال احتفالات اليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش في أغسطس الماضي، وكان آخره حضورها استقبال رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، سبقها افتتاح خط حديدي في لندن، وكان الوداع الأخير بين شعبها.. فودعت مدينة الضباب «ملكتها».
[email protected]