دمشق - هدى العبود
أكدت الفنانة السورية وفاء موصللي لـ«الأنباء» أن عرض فيلم «كازي روز» مؤخرا بدمشق والذي كانت احدى نجماته سلط الضوء على الوجع السوري تخلله قالب كوميدي شفاف جعل المشاهد يبتسم بعد سنوات طويلة من الحرب ومخلفاتها.
وأضافت: أقول هذا ولن أتحدث الا عن دور قدمته بحب وتفان عندما وقفت أمام كاميرا المخرج والفنان وائل رمضان لنص الكاتبة الفنانة رنا العضم والكاتب علاء مهنا.
جسدت دور أم تدعى «أم سامح» سيدة بسيطة عفوية جدا ترافقها الكوميديا بحياتها من خلال صدقها ومفارقات الحياة التي تعيشها.
كان همها الوحيد بالحياة ومشكلتها البطاقة الذكية على الرغم من أن ابنها كان مخطوفا، كانت تقول من خلال جرحها العميق الذي لن يندمل «اذا صار شيء لابني ففي جيبته البطاقة الذكية» الى هذه الدرجة كانت طيبة ومغيبة عن الواقع تصوري (أم سامح) كانت تخاف من الفرح لأنها تعيش في حالة من الظلام الداخلي والخارجي، عندما تأتي الكهرباء تتطلع للسماء وتقول «الله يعطينا خيرها وتقع أرضا من تواجد الضوء في حياتها في اسقاط على انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم لدرجة ان العتمة ملأت حياتها».. الشخصية بسيطة جدا وتمثل 99% من حياة المجتمع السوري.
وعن الميزة الفنية للفيلم، قالت موصللي «عودة السينما الى القطاع الخاص، وأعني بالقطاع الخاص أنها غير مرتبطة بالسينما التجارية لأنها يمكن ان تكون تفصيلا على أمزجة المشاهدين بعيدا عن حقيقة المجتمع، وسينما القطاع الخاص تطرح من خلالها هموم الناس في كل زمان ومكان.
وأضافت موصللي: ما قدم من خلال الفيلم يتواجد في كل البلدان وليس في سورية فقط، وأعني ان أوروبا مثلا تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بالأزمات والحروب، لكنهم يقدمونها بأساليب مختلفة؟ لذلك كلمة سينما تجارية ارتبطت مباشرة بذهن المشاهد، انها لا تعكس الواقع وتقدم ما يحلو للمنتج ان يشاهده الناس، وعقبت: كما تشاهدون الاقبال الكبير على مشاهدة الفيلم في العرضين التجاري والجماهيري فاق التصور.
وعن مسلسل «كرزون» قالت: أجسد شخصية مجتمعية تنتمي للطبقة الوسطى تتزوج من ابن الجيران «شاب بسيط ومن المستوى الاجتماعي نفسه، لكن كان هدفي من هذا الارتباط الحصول على الميراث لأنني كنت اعتقد أنني امتلك عقلا تجاريا استطيع من خلال ذكائي ودهائي استجرار المال، وهذا أثر على تفكيري بأبنائي بأنه يجب أن تتزوج ابنتي من شاب ثري وكذلك ابني، جسد دور الزوج الفنان علي كريم الذي كان يحبني من أيام الدراسة وكان يلاحقني من مكان لآخر ووافق على كافة شروطي ان يكون البيت باسمي بالإضافة الى سندات بمبلغ عشرين مليون ليرة سورية وبقي زوجي يحبني طوال حياته..
وماذا عن فيلم نوم عميق؟
الفيلم صورناه منذ ثلاثة أعوام وبالأمس كان العرض الأول بسينما الكندي بدمشق يحكي عن عائلة صغيرة تتألف من مخرج سينمائي من الجيل الأول.
كان يحتفظ بأدوات العمل القديمة الخاصة بالتصوير من كاميرات ومونتاج وغيرها، وليست لديه رغبة بالتغيير والتطور، فغرقت تلك المعدات بغبار الزمن، حيث أجسد شخصية زوجته تدعى (عودة) وهي بالأساس موسيقية وتحب الفن منذ صغرها وتعمل بالأنشطة التوعوية لمساعدة الناس بمحيطها، لكنها عبر الزمن تحولت الى مومياء في منزلها لا تخرج ولا تتعامل مع محيطها، بسبب ظروف ونفسية زوجها وسفر ابنها الوحيد الى المغترب وابنها كذلك كان موسيقيا، باختصار عائلة موسيقية تعيش حياة خاصة تبهج الناس وتفرحهم وهي تعيش حالة من الكآبة والعزلة جسد دور الموسيقي الزوج القدير عباس النوري والابن همام رضا ومن إخراج وتأليف خالد عثمان وهو شاب واعد لديه رؤية فنية ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» أنها عاشت ظرفا خاصة صعبا بالنسبة لها أثناء تصوير الفيلم بعيدا عن أحداث الفيلم؟
فعلا كان القدير عباس النوري الزوج يعمل جاهدا ليشتري لزوجته «عودة» فستان ليرضيها تلبسه وتخرج من عزلتها، لكنه بنفس الوقت كان يعمل على تجهيز تابوت ليدفن بداخله عندما يموت، لكن المفاجأة ان هذا الفستان ترتديه زوجته «عودة» وتدفن بنفس التابوت الذي كان قد أعده واشتراه خصيصا له ليدفن فيه، كان ذلك أثناء تصوير مسلسل «سوق الحرير» وأكملت الدور، لكنني عندما انتهيت من التصوير وقعت على الأرض مباشرة، ونقلت الى المشفى الفرنسي لأكتشف أنني أصبت بالكورونا، وللعلم لم يتوقف التصوير علما ان البيت أثناء التصوير كان باردا جدا، وأحد المشاهد كان الزوج عم يتحمم على الرغم من البرد القارس الذي كان، وكنت أحاول ألا أتنفس وأنا أصب الماء على جسده، وأشكر الله أنني لم أتسبب بعدوى أحد من الكاست الفني لأنني تعمدت أن أكون بعيدة وأحبس أنفاسي وسعلتي أثناء الاقتراب منهم في التصوير.