كنت دائما ضد نصب الخيام وسط الضواحي أو في البراحات بين الضواحي كخيام الأعراس والمناسبات العملاقة لسببين، الأول هو شكلها غير الحضاري خاصة مع وجود صالات الأفراح المنتشرة في كل الضواحي، والسبب الثاني وهو الأهم بالنسبة لي هو ضررها البيئي لما تحتاج إليه من تكسير وحفر في التربة لنصبها، وكذلك فيها أعزكم دورات مياه ومغاسل تصب في محيط الخيمة مما يخلق بيئة جاذبة للجراثيم والأوبئة.
عملت كل شيء لمكافحة هذه الظاهرة كتبت مقالة وعشرات التغريدات وجهتها الى بلدية الكويت وذهبت الى مقر البلدية شخصيا للشكوى، لكن كل هذا دون جدوى ولم يحصل شيء بسبب أنهم حصلوا على تراخيص لإقامة تلك الخيام، كل الذي نتج عن جهدي الكثير من اللوم والعتب من أصحاب تلك الخيام من باب «لا تقطع رزقنا».
هذه الأيام ومع سماح بلدية الكويت (الله يعطيها العافية) لمرشحي مجلس الأمة بنصب خيمتين لكل واحد منهم كمقرين انتخابيين أحدهما للرجال وآخر للنساء، وإذا علمنا أن عدد المرشحين وصل تقريبا الى 400 مرشح، (خلاص) رفعت الراية البيضاء وقررت الاستسلام وتطبيق المثل الأميركي (of you can’t beat them join them)، أي إذا لم تهزمهم انضم اليهم. لذلك أقترح على كل مرشح هذا الاقتراح البيئي، وهو زراعة 100 شتلة صغيرة أو متوسطة حول مخيمه الانتخابي والاستعانة بإحدى الشركات الزراعية لتمديد خط ري لها ممتد مباشرة من مغاسل ودورات مياه المقر الانتخابي يذهب لها مباشرة ويسقيها. هو ماء مهدر على كل حال والتخلص منه بالطريقة القديمة فيه ضرر للبيئة أو قد يكلفك أموالا ليست قليلة، لذلك من الأفضل استخدام تلك الأموال التي كنت ستدفعها لنقل والتخلص من تلك المياه غير النظيفة إلى زراعة وري 100 شجرة تتركها تنمو وتكبر لتصبح أشجارا وارفة خضراء وجميلة يذكرك فيها أهل المنطقة بالخير.
«شفتوا ها الشجر الجميل والكثير تراه تبرع من بو فلان جزاه الله خير».
وإذا انتهت الانتخابات لا يضيرك لو تركت أحد «توانكي» الماء من مقرك بجانب تلك الشتلات، لتكون سقيا مستمرة لتلك الشتلات يملؤها مرة بالشهر، إما من قبلك أو من جمعية المنطقة أو أحد أهالي المنطقة المتبرعين بـ 20 دينارا في الشهر تكلفة درب تنكر ماء.
٭ نقطة أخيرة: أتمنى من هيئة الزراعة التعاون مع المرشحين في هذه المبادرة البيئية الجميلة ولنا طموح جميل وتوقعات أجمل من هيئة الزراعة خاصة بعد ضمها تحت إدارة نائب رئيس الوزراء ووزير النفط د.محمد عبداللطيف الفارس.
ghunaimalzu3by@