- الزيدان لـ «الأنباء»: هدفنا الحفاظ على حياتها من الانقراض كونها مهددة وفق المنظمات الدولية
دارين العلي
أشارت القراءات الواردة لأجهزة التتبع على السلاحف البحرية التي أطلقتها الهيئة العامة للبيئة في 20 أغسطس الماضي من جزيرة قاروه قطع احداهما مسافة تبلغ نحو 600 كيلومتر وصلت خلالها الى المياه الاقليمية القطرية متجهة جنوبا نحو الامارات العربية وذلك بعد مرور اكثر من شهر على اطلاقها.
وقال نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة للشؤون الفنية د.عبدالله الزيدان لـ «الأنباء» انه من المتوقع ان تعود السلاحف الى جزيرة قاروه مع موسم التكاثر الذي يبدأ في ابريل المقبل ويستمر حتى اوائل شهر اغسطس من كل عام وذلك لوضع بيوضها والتعشيش في الجزيرة التي تعتبر موئلا طبيعيا لها.
وأوضح ان تتبع السلاحف وهما اثنتان يتم في مياه الكويت والمياه الاقليمية، لافتا الى ان السلحفاة الاولى وزنها 30 كيلوغراما بينما تزن الكبيرة نحو 40 كيلوغراما وقد تم انتشالهما من احدى المنشآت الصناعية جنوب البلاد بالتعاون مع فريق الغوص الكويتي واعادة تأهيلهما لمدة 6 أشهر في المركز العلمي وأخذ العينات منهما ومن ثم تركيب اجهزة تتبع بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي واطلاقهما من جزيرة قاروه بالتنسيق مع جامعة الكويت ووزارة الداخلية وفريق عدسة البيئية وفريق العمل التطوعي سنيار.
وأشار الى ان قراءات اجهزة التتبع رصدت السلحفاة الصغيرة الحجم وقد عادت الى جون الكويت ومن ثم خرجت منه يوم امس وقطعت من 300 الى 400 كيلومتر، اما السلحفاة الثانية فقطعت بين 500 و600 كيلومتر حتى الآن واتجهت من الكويت الى السعودية منطقة الخفجي ثم مملكة البحرين ووصلت أمس الى المياه الاقليمية في قطر وتستمر بالتوجه جنوبا نحو الامارات العربية المتحدة.
ولفت الى انه من المتوقع ان تعود السلاحف الى البلاد في موسم التكاثر لوضع بيوضها على جزيرة قاروه مرة ثانية وسيتم انتظارها وتتبعها للمحافظة على موائلها وضمان وضع بيوضها وتكاثرها للحفاظ على حياتها.
وقال ان هذه السلاحف يافعة لم يتخط عمرها الـ 15 سنة لم تصل الى سن النضوج وطعامها الأعشاب البحرية وهي تبحث عنها لنيل الغذاء.
وأوضح ان اهمية المشروع تكمن في ان هذه السلاحف ضمن 5 انواع من السلاحف في العالم وهي مهددة بالانقراض ومدرجة تحت القائمة الحمراء الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وتواجه الكثير من التحديات ومن مسؤولياتنا وتماشيا مع المعاهدات التي صادقت عليها الدولة الالتزام بالحفاظ على حياة هذه الانواع.
وشدد على انه من المهم التأكد ما اذا كانت هذه السلحفاة تفضل تواجدها في الكويت فقط ام تفضل تواجدها وتخرج من وإلى دول اخرى وتم لهذا الغرض اخذ عينات الحمض النووي للتعرف على هذه البيانات بالتعاون مع جامعة الكويت وكذلك مقارنتها بدراسات معدة مسبقا مع خبراء دوليين.
وأشار الى انه من الأماكن المفضلة للسلحفاة وفق الدراسات جزيرة فيلكا ومنذ ما يقارب الـ 2000 سنة استوطنت الجزيرة الحضارة الدلمونية وكان اهلها يصطادون ويستخدمون صدف السلحفاة في صناعة أوانيهم وحاجياتهم.