مجلس الأمة هو مجلس الشعب والسلطة التشريعية في الكويت، وأهميته قصوى كما يعلم الجميع، كما أنه لسان حال المواطن، ونحن كشعب كويتي نفاخر غيرنا بمجلس الأمة، خاصة أننا سبقنا الكثير في هذا المضمار.
ولكن هناك أمرا مهما لنجاح أي مجلس أمة، وهو تجانس مجلس الأمة ومجلس الوزراء كي يتحقق الإنجاز، ونخطو بالوطن خطوات إلى الأمام، فعدم التجانس بين السلطة التنفيذية والتشريعية فيه ضرر كبير على الوطن والمواطن، وتأخير للتنمية وعودة إلى ما كنا عليه من تناحر ومشاحنات، وهذا ما لا نريده ولا نتمناه.
وها هي عقارب الساعة تسير سريعا نحو يوم الحسم وهو يوم الخميس 29 سبتمبر 2022 للتصويت على من يمثلنا في مجلس الأمة، فساعة الصفر أصبحت قاب قوسين، وهذه الانتخابات المزمع إجراؤها هي التاسعة عشرة في تاريخ مجلس الأمة الكويتي منذ تأسيسه عام 1963 بعد أن أمر أميرنا الغالي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، بحل المجلس السابق، والظاهر أن النتائج ستفرز تغييرا جذريا في أعضاء مجلس الأمة، ووجوها جديدة لكثرة من تقدم للترشح في هذه الانتخابات وإخفاق عدد من الأعضاء في عملهم، وانسحاب مجموعة من الترشح.
ولا شك أن للناخبين دورا كبيرا في اختيار الأفضل والأصلح، فهم البوصلة الحقيقية لهذا المجلس، ومن هنا أقول بملء فمي أحسنوا الاختيار صغارا وكبارا وصوتوا لمن ترون في نجاحه خدمة للوطن والمواطن ونهضة ورفعة لكويتنا الغالية، فلا تحابوا أحدا، ولا تنحازوا لأحد وقدموا مصلحة الوطن على كل مصلحة، ونحوا العاطفة جانبا عنكم، فالعواطف لا تبني وطنا، والموضوع موضوع وطن وليس قبيلة أو حزبا أو تيارا، فلنشارك في الانتخابات مشاركة فاعلة، ولنختر الأصلح، واعلموا تمام العلم أن عصر نواب الخدمات ولى ولم يعد له داع، فقد رأينا جميعا وزارات الدولة تفتح أبوابها للمواطنين بأمر من القيادة العليا لتلقي شكاوى المواطنين واحتياجاتهم، وإيجاد الحلول المناسبة، فيذهب المواطن لهذه الوزارات بلا تردد ولا وجل ويلقى كل ترحيب من المسؤول ويعرض ما عنده، وتحل مشكلته برحابة صدر.
لذلك لم ولن نصوت إلا لمن جاء لخدمة الوطن والسعي في رفعته ونهضته، وأنتم كذلك ضعوا الكويت نصب أعينكم وصوتوا بضمائر حية وروح وطنية خالصة، وسترون بإذن الله مجلسا على هذا الأساس، لأن الأمور كلها تبشر بالخير والأجواء ملائمة لاختيار الأفضل، والكويت تسير نحو الأفضل ونحن متفائلون بالخير حتى هذه اللحظة وكل المؤشرات بفضل من الله إيجابية، وإن كان الأمر عكس ما نتمنى ونرجو فلكل حادث حديث، وبحمد الله لدينا قيادة رشيدة لن تتوانى في تصحيح المسار وتقويم الاعوجاج إن كان، نسأل الله تعالى الأمن والأمان لهذا الوطن وأبنائه، وأن يسدد خطى ولاة أمورنا، ودمتم سالمين.