تعهد الملك تشالز الثالث بأن يقتفي أثر والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، وأن يعمل من أجل السلام في ايرلندا الشمالية، وذلك في أول زيارة له بصفته ملكا للمملكة المتحدة، خلفا لوالدته الملكة اليزابيث الثانية التي لعبت دورا أساسيا في المصالحة في هذا الإقليم الذي شهد أحداثا دامية.
والتقى ملك بريطانيا الجديد امس، في اكثر محطات جولته الملكية حساسية، بكبار السياسيين والزعماء الدينيين في بلفاست وحضر قداسا في كاتدرائية «سانت آن» بالمدينة قبل عودته إلى لندن، حيث كان في استقبال نعش والدته لدى قدومه جوا من إدنبرة باسكتلندا.
وكان من بين السياسيين الذين التقاهم العاهل البريطاني، أعضاء بأحزاب قومية يريدون استقلال ايرلندا الشمالية عن المملكة المتحدة، وأن تصبح جزءا من جمهورية ايرلندا.
وقال تشالز الثالث في بلفاست إنه سيقتدي «بالمثال الناصع» لوالدته وسيسعى لرفاه الجميع في ايرلندا الشمالية.
وتحدث الملك تشالز أيضا عن مقتل عمه اللورد مونتباتن، الذي كان مقربا جدا منه، في ايرلندا على يد الجيش الجمهوري الأيرلندي في عام 1979، قائلا إن الموت جعله يدرك بعمق الآلام التي تحملها العديد من الناس في البلاد.
وفي رسالة تعزية للملك تشالز الثالث، أشاد رئيس الجمعية الأيرلندية الشمالية، وهو ذو توجه قومي، بدور الملكة الراحلة في عملية السلام.
وقال أليكس ماسكي، العضو حزب «شين فين»، ضمن المراسم في بلفاست إن الملكة إليزابيث ساعدت في «كسر الحواجز وتشجيع المصالحة» في ايرلندا الشمالية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني «لا تنسوا أن العائلة المالكة نفسها تأثرت بشدة بالعنف في ايرلندا الشمالية فيما يتعلق بأفراد أسرتها وفقدانهم».
وقاد الملك تشالز سيارته في شوارع بلفاست التي اصطفت على جانبيها الحشود وصولا إلى قلعة «هيلزبورو» المقر الرسمي للملك في ايرلندا الشمالية، ثم نزل من سيارته ليصافح المشيعين الذين رددوا هتاف «حفظ الله الملك».
ووصل تشالز الثالث وزوجته الملكة القرينة كاميلا إلى ايرلندا الشمالية قادمين من اسكتلندا، حيث كان برفقة نعش الملكة الراحلة في «رويال مايل» في إدنبرة وانضم إليه أشقاؤه في وقفة صامتة لمدة عشر دقائق في كاتدرائية «سانت جايلز».
ووقف أبناء الملكة الأربعة برؤوس منحنية حول جوانب النعش الأربعة بينما كان يتوافد أفراد من الجمهور.
واصطف الاسكتلنديون في طوابير مساء امس الأول لتشييع الملكة وكان كثير منهم يرتدي سترات شتوية وأوشحة وقبعات صوفية للحماية من البرد.