جاريد كوري كوشنر هو صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه، ومنذ عدة أيام نشرت المواقع الإخبارية مقتطفات من مذكراته بعنوان «Breaking History» والتي سجل فيها العديد من الملاحظات حول زيارة ترامب للشرق الأوسط، ووفقا لما نشر حتى الآن فإن صاحب المذكرات لم يتناول أكثر من أمور هامشية وأعتقد أنها لا تستحق أي تسجيل تاريخي أو اهتمام ولكن السعي وراء ما يكتبه مسؤولون بعد تركهم مناصبهم قد يصعب التخلي عنه.
وهكذا الإقبال على ما كتبه صهر الرئيس وهو أقرب إلى حديث الدواوين أو التسلية أو حكايات جدتي قبل النوم فقد بحثت فيما نشر عن موضوع يستحق التسجيل التاريخي من صهر رئيس أكبر دولة في العالم ولكن لم أجد شيئا يستحق الحديث عنه لأن التسجيل كان سطحيا بالرغم من اهتمامنا به وتسويقه كبضاعة لا تصلح في تسجيل التاريخ ومرحلة من العلاقات العربية الأميركية كانت خيوط اللعبة بيد كوشنر وصهره.
ولكن ما نشر وضع الأمور بصورة سطحية من السذاجة باعتبارها تاريخا يكتب، لأن الكل يلهث للبحث عما كتبه كوشنر عن قيادات بلده، وكأن شهادة كوشنر هي جواز المرور إلى قلوب وولاء الشعوب ووطنية الأنظمة.
وقد يبقى السؤال المطروح دائما عما كتبه كوشنر عن أي قيادة في مذكراته لتقييم المواقف والولاءات في الحاضر والمستقبل ولكن يبدو أن كوشنر قد اختلط عليه الأمر ما بين أن يكون صهر الرئيس وبين كونه كبير المستشارين للرئيس ترامب، والذي أوكل إليه الكثير من المهام المتعلقة بالحرب على داعش وعملية السلام في الشرق الأوسط، فقد ظهر ذلك فيما نشر من مقتطفات من مذكرات أقرب ما تكون إلى أحاديث عابرة حضرها صهر الرئيس، وليست مذكرات مستشار لها قيمة تاريخية بالرغم من الدعاية والتسويق لها، وهو ليس بمستغرب في الثقافة الأميركية التي يلعب التسويق مكانة مهمة بها.