مع الاستعداد للعرس الديموقراطي، تزدحم المواقع بتصريحات ووعود المرشحين، وهي بالطبع تعتبر الدعاية الانتخابية لهم وأملهم بالفوز بأكبر عدد من الأصوات وتطبيق الغاية تبرر الوسيلة، ولا يوجد سقف لتلك التصريحات حتى لو كان بعضها لا يتفق مع المنطق أو أن بعضها قد لا يليق بقيم وتراث المجتمع وقد يكون بعضها للاستهلاك المحلي.
ولكن بعد انتهاء العرس الديموقراطي فإنه من السهل تناسي آثار وتداعيات بعض تلك التصريحات، سواء فاز المرشح أو لم يحالفه الحظ، وسيكون أمام تحدي التعامل مع تداعيات تصريحاته، فإن كانت وعودا فإن عليه أن يتبنى تنفيذها من خلال موقعه وعدم نسيانها.
ولكن إن لم ترق إلى مرتبة الوعد فإن النسيان هو الملاذ للبعض، والحل وإن كان من الصعب على الناخبين أن ينسوا أو يتغاضوا عن تصريحات المرشحين فإن الوفاء بالوعد أو الصدق في إطلاق التصريحات هو ما يبحث عنه الناخب قبل الإدلاء بصوته بأمانة ونزاهة ودون أي مؤثرات مهما كانت. وإن الصدق من المرشح هو جواز السفر الذهبي للنجاح والفوز بشرف تمثيل الأمة في مجلسها التشريعي القادم أما الوعود التسويقية والهشة فإنها تنكشف بسرعة أمام الناخب الذي يتمتع بالنضج الديموقراطي.
وهناك بعض المرشحين الذين يستعينون بالشركات الإعلانية لوضع برامجهم الانتخابية، إذ يقوم العاملون في تلك الشركات بوضع بعض المطالب العامة ذات الصدى في نفوس الناخبين مثل حل مشاكل الصحة والتعليم والإسكان وطلب علاوات على الرواتب وزيادات مالية وغير ذلك مما يهم المواطن وتتردد تلك الشعارات في الدواوين وفي المقار الانتخابية ولكن بعد انتهاء العرس الديموقراطي تنفجر تلك الفقاعات وتختفي سريعا.
نصيحتي للمرشحين ضرورة الاهتمام بحقوق المواطنين وبكل ما يؤدي إلى تحقيق التنمية بالبلاد والاهتمام بالقضايا المحلية وعلاقة الدولة بالدول المجاورة والعالمية والعمل على تطوير البلاد في جميع المجالات.
وعلى الناخبين اختيار الأمين القوي الذي يكون في برنامجه الانتخابي ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع بعيدا عن الخيال والمعجزات.
وأتمنى أن يكون هذا العرس الانتخابي نموذجا يحتذى من الجميع بتحقيق حرية الرأي والعدل والمساواة وتحقيق التنمية الشاملة لتكون كويتنا أفضل مما كانت عليه في السابق، وأدعو الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة البلاد ومصلحة الشعب بأكمله.