بدأت في مدينة سمرقند في أوزبكستان أمس فعاليات قمة قادة منظمة شنغهاي للتعاون التي تستمر يومين، وهي القمة الأولى من نوعها منذ عام 2019 بسبب جائحة «كورونا».
وتبدو هذه القمة الإقليمية، أشبه بـ «جبهة ضد الغرب»، في أوج توتر حاد تفاقمه الحرب الروسية في أوكرانيا.
والتقى الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة، وهو أول لقاء بين الزعيمين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
ويثير هذا الاجتماع الثنائي اهتماما كبيرا، إذ إن بلديهما في صلب أزمات ديبلوماسية دولية. وبالنسبة لبوتين الذي يحاول تسريع عملية إعادة تركيز اهتمامه باتجاه آسيا في مواجهة العقوبات الغربية، تشكل هذه القمة فرصة لإظهار أن روسيا ليست معزولة على الساحة العالمية.
وجلس بوتين وشي قبالة بعضهما البعض في وسط طاولتين مستديرتين يحيط بهما أعضاء وفديهما، وكانا على ما يبدو الوحيدين من دون كمامة بين أكثر من عشرين شخصا في القاعة.
وكان الرئيسان الروسي والصيني قد التقيا قبل فترة قصيرة من افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي عقدت في بكين، وأعلنا آنذاك عن صداقة «بلا حدود» بين الدولتين.
وندد الرئيس الروسي خلال لقاء مع نظيره الصيني امس بالمحاولات الغربية الهادفة إلى إقامة «عالم أحادي القطب»، مشيدا بـ«الموقف المتوازن» لبكين بشأن أوكرانيا.
وأكد بوتين لشي أن «محاولات إقامة عالم أحادي القطب اتخذت في الفترة الأخيرة شكلا قبيحا للغاية وهي غير مقبولة بتاتا».
وتابع «من جانبنا، نحن ملتزمون مبدأ صين واحدة. ندين الاستفزاز من جانب الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها في مضيق تايوان».
ودعا بوتين إلى «تعزيز منظمة شنغهاي للتعاون على مستوى العالم»، معبرا عن ثقته في أن يسهم هذا الاجتماع في «تعزيز الشراكة الروسية الصينية».
من جانبه، أكد الرئيس الصيني أن بكين ترغب بالعمل مع موسكو على اعتبار أن البلدين هما من «القوى العظمى»، وذلك خلال أول زيارة له إلى الخارج منذ بداية انتشار كوفيد-19.
وقال شي لبوتين إن «الصين ترغب ببذل جهود مع روسيا للقيام بدور القوى العظمى ولعب دور توجيهي لبث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزه اضطرابات اجتماعية».
هذا، ومن المقرر ان تعقد اليوم جلسة موسعة، حيث سينضم إلى شي وبوتين في مدينة سمرقند، قادة بقية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، وهي: الهند وباكستان وأربع دول في آسيا الوسطى، هي: كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، إضافة إلى تركيا.