بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تشهد انقسامات عميقة. أمس اجتماعها السنوي الـ(77) الذي يعقد للمرة الأولى حضوريا بعدما كان يجرى عبر الانترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء «كوفيد-19».
وشارك ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح ووزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد في افتتاح المناقشات العامة ضمن أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويلتقي قادة العالم الغارق في الأزمات من الحرب في أوكرانيا إلى الكوارث المناخية وصولا إلى انعدام الأمن الغذائي، على مدى قرابة أسبوع، حيث يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي.
وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، ان كوكبنا ضحية سياسات الارض المحروقة، نواجه أزمة عالمية كبيرة والشعوب تعاني كثيرا، الأزمة الحالية التي نشهدها تحدد مصير الإنسانية والكوكب، عالمنا في ورطة كبيرة والانقسامات تزداد عمقا.. ستكون الإمدادات الغذائية مشكلة العام المقبل إذا لم يستقر سوق الحبوب والأسمدة.
وأضاف، ان الاقتصاد العالمي يشهد حالة انهيار كبيرة، العالم سيواجه أزمة سلع ضخمة إن لم يستقر. وقال غوتيريش ان الانقسامات الجيوسياسية تقوض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي.. وملتزمون بالاستفادة من كل أداة ديبلوماسية للتسوية السلمية للنزاعات وفق ميثاق الأمم المتحدة يجب أن نحل أزمة الغذاء العالمية بأقرب وقت ممكن.
وحذر غوتيريش من ان شتاء من السخط العالمي يلوح في الأفق في ظل استعار أزمة غلاء المعيشة وانهيار الثقة وتزايد اللامساواة، كما المجتمع الدولي ليس مستعدا لمواجهة التحديات غير المسبوقة. يتعين علينا وضع خطة لتحفيز التنمية المستدامة بقيادة مجموعة العشرين لدعم البلدان النامية.
وتطرق غوتيريش الى قضايا عدة دول، حيث قال ان أحدث التقارير عن مواقع الدفن في إيزيوم بأوكرانيا مزعجة للغاية. والاقتصاد الأفغاني في حالة خراب وأكثر من نصف سكان البلاد يواجهون مستويات شديدة من الجوع.
كما التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ما زال بعيد المنال، وان العنف والمعاناة مازالا سائدين في سورية.
وعن أزمة المناخ قال الامين العام للامم المتحدة انها هي القضية الأهم في عصرنا ويجب أن تكون أولوية كل حكومة ومنظمة، يجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45% بحلول عام 2030، يجب على الملوثين أن يدفعوا ثمن أفعالهم ويجب فرض ضرائب على الشركات الملوثة.
بدوره، أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ان عالمنا تغير بوتيرة سريعة، لكن مقارباتنا لم تتطور بالوتيرة ذاتها لتواكب هذه التغيرات.
واضاف في كلمته في افتتاح أعمال الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة: ندرك تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا وندعو لوقف إطلاق النار والسعي لحل سلمي.
وفي الملف الفلسطيني، اعتبر ان الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع ما قد يغير قواعد الصراع. وجدد التأكيد على «تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تطلعه للعدالة»، ودعا مجلس الأمن لتحمل مسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.
من جهة أخرى، قال ان المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب في سورية، وأكد أنه لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتلخص المسار السياسي بسورية فيما يسمى اللجنة الدستورية.
من جهة أخرى، قال الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة تسابا كوروسي إن ربع البشرية تعيش في مناطق نزاع محاصرة وسط القتال وعدم الاستقرار السياسي.
بدوره، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه لا يمكن لأي بلد معالجة أزمة المناخ بمفرده، مضيفا «نحتاج شراكات عالمية يمكنها إحداث تغيير حقيقي». وطالب الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي بأن يبعث رسالة قوية بشأن دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين، معتبرا أن السلام لا يزال بعيد المنال، وأن الجواب على مأساة فلسطين التاريخية لم تحمله الحرب ولا الديبلوماسية.
وقال أيضا «ملتزمون بحماية الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة وسلامتها»، مشيرا إلى أن حل الصراع يكمن في حل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف، لا يزال السلام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعيد المنال لذلك يجب تضافر الجهود للوصول إلى حلول عادلة ومنصفة للشعب الفلسطيني من خلال العودة إلى القرارات الأممية. تقليديا، كان من المقرر ان يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة. لكن استثنائيا كما حصل في مناسبات نادرة جدا في الماضي، ارجأ بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية امس الأول في لندن، كلمته إلى اليوم.