مع استمرار تقدم القوات الاوكرانية شرقا وإلحاقها المزيد من الخسائر بالقوات الروسية الغازية، اعلنت السلطات المقربة من روسيا في اقليم دونباس شرق اوكرانيا تنظيم استفتاء عاجل في الفترة ما بين 23 و27 الجاري، حول الانضمام الى روسيا، بهدف قطع الطريق على كييف التي تعهدت بالقضاء على التهديد الروسي بالقوة.
أعلـنـــت السلـطـــات الانفصالية الموالية لموسكو فــي مناطق لوغانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون وزابوريجيا، التي تضم أكبر محطة نووية في أوروبا، اجراء استفتاءات على الانضمام لروسيا وطلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سرعة النظر بقرار ضمها.
وسيشكل انضمام هذه المناطق إلى روسيا تصعيدا كبيرا في النزاع.
وردت كييف على لسان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك، بأن «أوكرانيا ستتكفل بتسوية المسألة الروسية. لا يمكن القضاء على التهديد إلا بالقوة»، وندد بما وصفه بأنه «ابتزاز» من جانب موسكو بدافع «الخوف من الهزيمة».
وأكد وزير الخارجية دميترو كوليبا، أن أوكرانيا «ستواصل تحرير أراضيها بغض النظر عما تعلنه روسيا».
وفي محاولة للهروب إلى الأمام بعد الانجازا الكبيرة للقوات الاوكرانية، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب رئيس برلمان جمهورية لوغانسك الشعبية الانفصالية، قوله إن الانفصاليين المدعومين من روسيا سيجرون الاستفتاء على الانضمام إلى روسيا اعتبارا من بعد غد.
ووافق برلمان الجمهورية بالاجماع على قانون يحدد تفاصيل الاقتراع لإجراء الاستفتاء.
واستولت القوات الروسية على إقليم لوغانسك بالكامل في وقت مبكر من الصراع، لكن مسؤولين أوكرانيين قالوا أمس الأول إن القوات الأوكرانية استعادت قرية داخل الإقليم الواقع في شرق أوكرانيا.
وفي خطوات منسقة، كثف المسؤولون المعينون من قبل روسيا في المناطق الأوكرانية ومنها دونيتسك وخيرسون التي استولت عليها القوات الروسية جهودهم لإجراء استفتاءات على الانضمام إلى روسيا.
ورغم ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن موضوع الاستفتاء متروح للجمهوريتين، الا ان اعلان تفاصيله وموعده والتصويت عليه، تزامن مع تصريح أحد كبار حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين، أنه يفضل إجراء استفتاءات في تلك المناطق لجعلها رسميا جزءا من روسيا في خطوة من شأنها تصعيد المواجهة بين موسكو والغرب بشكل خطير.
ويمثل بيان ديمتري مدفيديف، الذي شغل سابقا منصب الرئيس في روسيا ويشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، تشديدا للهجة الخطاب الروسي بشأن أوكرانيا.
وأدلى مدفيديف بتصريحاته في الوقت الذي يفكر فيه بوتين في خطواته التالية بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها جيشه في الاسابيع الاخيرة، وكانت تقارير استخباراتية غربية تحذر من انه قد يلجأ الى استخدام اسلحة نووية.
وأشار مدفيديف إلى أن دمج الجمهوريتين في روسيا سيكون خطوة لا رجعة فيها بمجرد إتمامها. ومن ثم فإن أي هجوم على المنطقتين بعد ذلك سوف يعد اعتداء على روسيا نفسها ويحق لها، بموجب قانونها، الرد دفاعا عن النفس باستخدام جميع قوات الدفاع عن النفس».
ولم يتضح بعد كيفية إجراء الاستفتاءات نظرا لأن القوات الروسية والقوات المدعومة من روسيا تسيطر فقط على 60% من منطقة دونيتسك بينما تحاول القوات الأوكرانية استعادة لوغانسك.
وقال مسؤولون موالون لروسيا في وقت سابق إنه يمكن إجراء الاستفتاءات إلكترونيا وإن كل شيء جاهز فنيا للمضي قدما بهذا الشأن.
وقالت المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا، إن تنظيم هذه الاستفتاءات يمثل تهديدا واضحا من بوتين لأوكرانيا والغرب.
وأضافت على «تلغرام» أن «بوتين مستعد لإجراء الاستفتاءات من دون تأخير للحصول على الحق في استخدام السلاح الذري للدفاع عن الأراضي الروسية».