أعلم أن هذا المقال سيتسبب في غضب البعض عليّ ولكن تحمّلوني.
هذه المرة عن العراق نتحدث، أرض الرافدين، ولا يخفى على أحد منكم ما يعانيه العراق في هذه الأيام الصعبة، ولكن لفتت نظري هذه القصة عن إحدى مدن العراق وحالها بالماضي القريب جدا وما صارت إليه في هذه الأيام.
عن صدامية الثرثار نتحدث، مدينة عراقية أو منتجع إقامة صدام في تسعينيات القرن الماضي على شاطئ بحيرة الثرثار، أحد أهم المواقع السياحية في العراق، بحيرة على أطراف سد بني في العهد الملكي، زاخرة تلك البحيرة بالثروة السمكية وحقولها تزهو بالخيرات الزراعية، أو على الأقل كانت كذلك قبل هذه الفوضى، بدت المدينة مثالية، فلل وشاليهات اغلبها ذو واجهة بحرية، شوارع واسعة ونظيفة، مهبط لطائرات الهيليكوبتر، تصميمات عصرية وغيرها، كان بالإمكان أن تتحول تلك المدينة إلى نواة عراق عصري حديث وجميل، ولكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
دخلت على نظام «خرائط غوغل»، وإذ بي أفاجأ بأن المدينة أزيلت بالكامل عن بكرة أبيها، هل تعلمون ما أقصد، أقصد أنها أزيلت بالكامل بالفلل بالشوارع وكل ما حوت، كل شيء أزيل واختفى وكأن قنبلة نووية سقطت على المدينة، فلم يبق منها سوى قبة مسجد ما أو هكذا بدا لي، أنا أسمع عن بيت يهدم أو عمارة تهدم أو شارع يزال، أما مدينة بالكامل تختفي فهذه جديدة، لا أخفيكم ألمي على ما صارت إليه تلك المدينة الجميلة، أنا وأنا مواطن كويتي وليس لي صلة بالعراق (انقهرت) وحزنت على هذا الإهمال.
أفهم أن البعض ربما يكون ناقما على بانيها، طيب غير اسمها كما غيرتم اسم مدينة الثورة التي بناها البكر إلى مدينة صدام ومن ثم إلى مدينة الصدر، إذا لم تستطع بناء شيء جديد يفيد العراق فعلى الأقل لا تهدم القديم خصوصا إذا كان يفيد المواطن، هذه المدينة كان بالإمكان استغلالها بشكل أفضل لتوفير فرص عمل وسكن ومستوى معيشة محترم يليق بالشباب العراقي الطامح لتعديل ظروفه، وهو يستحق، فماذا استفاد العراق من هدمها؟
حاولت أن أبحث عن مدينة صدامية الثرثار، أو المنتجع، في الإنترنت فهذا ما وصلت إليه، وربما أكون مخطئا فليصحح لي إخواننا بالعراق المعلومة عن أحوال تلك المدينة وعن أسباب هدمها، لتوثيق تاريخنا العربي المعاصر وللعبرة والعظة، ولا زلت أبحث أنا من جانبي لعلي أجد جوابا، وحتى ذلك الوقت ندعو لإخواننا بالعراق أن يلطف بهم ربي ويوفقهم، وربي من وراء القصد، وفي الختام سلام.