بيروت: أحمد منصور
شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على أن «الدساتير وضعت لانتخاب رئيس للجمهورية لا لإحداث شغور رئاسي»، سائلا: «هل الشغور صار عندنا استحقاقا دستوريا لا الانتخاب؟».
وقال خلال عظة الأحد من الديمان: «صحيح أن التوافق الداخلي على رئيس فكرة حميدة لكن الأولوية تبقى للآلية الديموقراطية واحترام المواعيد، إذ إن انتظار التوافق سيف ذو حدين، خصوصا أن معالم هذا التوافق لم تلح بعد».
وأضاف: «أي سعي لتعطيل الاستحقاق الرئاسي إنما يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي والماروني تحديدا عن السلطة»، معتبرا أن «الظروف تتطلب حكومة وطنية سيادية جامعة تحظى بصفة تمثيلية توفر لها القدرة على ضمان وحدة البلاد والنهوض الاقتصادي وإجراء الإصلاحات المطلوبة».
من جهته، اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في قداس الاحد ان «الفشل في بلدنا لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل».
وأضاف «الناجحون غادروا البلد، باحثين عن فرص للهرب من الفساد والانهيار، وتثمير مواهبهم في أماكن تحترم قدراتهم. ما وصلنا إليه في لبنان سببه أنه لا أحد يتعلم من الفشل أو ممن فشلوا. والدليل أنه لا أحد يحاول معالجة مكامن الخطأ وبؤر الفشل.
فشل معالجة أزمة الكهرباء المستعصية على اللبنانيين وحدهم، وفشل معالجة المشاكل المالية والاقتصادية، وتدهور الظروف المعيشية، ومشاكل الطرقات والسلامة المرورية، وبطء تنفيذ الإصلاحات الضرورية، ومكافحة الهدر والفساد، ووضع خطة مالية تضمن إرجاع أموال المواطنين، هذا عدا عن المشكلة الأهم: مشكلة تأليف حكومة تتولى إخراج البلد مما هو فيه، وانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة المحددة في الدستور».
وقال: «مسؤولونا لا يضعون كلمة الله أمامهم، ولا يستنيرون بهديها، بل يتبعون أناهم ومصالحهم، والمؤسف أن جزءا كبيرا من الشعب لايزال يهلل لهم، ويأمل منهم خيرا.
على المسؤولين، إن كانوا حقا مسؤولين، نحن بحاجة إلى الشجاعة من أجل تخطي الأنا وإيجاد حل جذري، وإلى قرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع لإخراج لبنان من الكابوس، والعمل على حفظ سيادته واستقلاله واستقراره، محتكمين إلى الدستور ومطبقين القوانين ولو على حساب مصالحهم وكبريائهم».