نسمع عن طبيعة قرغيزيا الخلابة بأنهارها وأشجارها وما يشاع عنها لكن أثلج صدري ما رأيته في قرغيزيا من مشاهد تدل على تمسك هذا الشعب بدينه وطبيعة فطرته الدينية.
فهذا مركز قرآني زرته في أوش بالجنوب به أكثر من 500 طالب وطالبة همهم حفظ كتاب الله وتعلم العلوم الشرعية بشهادة معتمدة للثانوية العامة يخرجون سنوياً ما يقارب 500 حافظ للقرآن.
ولا عجب أن تجد أكثر من 70 مركز حالياً للتحفيظ عن بعد كانوا بالخفاء يتعلمون في السراديب أيام العهد الشيوعي كما حدثني الشيخ القائم على مثل هذه المراكز.
والتقيت بطالبات في أحد المراكز قد حفظن القرآن في 5 أشهر بالتلقين وهم لا يتقنون العربية فهنيئاً لهم.
ومن أعجب ما سمعت عن قرغيزي يتبرع بأرضه وكانت جنة الله في الأرض بطبيعتها وفاكهتها ويصر أن يبني عليها مسجد ويشارك المقاول بيده بالبنيان ليتشارك بالأجر.
والجدير بالذكر أن بكل مكان يذكر اسم داعية الخير "عبد اللطيف الهاجري" والذي أسس العمل الخيري في قرغيزيا، ومما حدثني أحدهم عنه أنه ذهب لتاجر يطلب منه الدعم فاستهزأ به وقال له أعطني يدك فبصق بها، فما كان من الشيخ الهاجري إلا أن قال "هذه حقي فأين حق الله" فتأثر التاجر وتبرع وأصبح من الداعمين دوماً للعمل الخيري، فيالها من أخلاق للداعية بصبره وحكمته.
ناهيك عما شاهدته من جامعة شامخة بطلابها ومعهد شرعي ومدارس بمراحلها الدراسية ومشاريع أخرى كثيرة قامت بتبرعات من الكويت (كويت العطاء والرحمة) فهي معجزة خيرية بأياد سخية.
فوق الكلام العمل به نجاح الأمل * أيهما مفلح من قال أم من فعل
قبل الشروع اتئد ذاك أوان المهل * فالخير في السير عن روية لا عجل
وبعد أقدم بلا تردد أو وجل * فإن تصمم ولم تحجم فأنت البطل