اصطدمت مركبة الفضاء «دارت»، التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، بنجاح بكويكب بعيد بسرعة تفوق سرعة الصوت يوم الاثنين في اختبار لأول نظام دفاع كوكبي في العالم، والمصمم لمنع حدوث اصطدام كارثي لنيزك بالأرض.
وجاء هذا الاصطدام العمدي ليمثل اختبارا غير مسبوق يهدف لتعليم البشرية طريقة منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض، حيث اصطدمت «دارت»، التي يقل حجمها قليلا عن حجم سيارة، كما كان متوقعا، عند الساعة 23.14 ت.غ بالكويكب ديمورفوس بسرعة تزيد على 20 ألف كيلومتر في الساعة.
ونقلت وكالة الفضاء الأميركية وقائع هذا الاصطدام مباشرة على الهواء.
وقبيل دقائق من اصطدام المركبة بالكويكب ديمورفوس الذي يبعد عن الأرض 11 مليون كيلومتر، أخذت صورة الجرم تكبر شيئا فشيئا مع اقتراب المركبة الفضائية منه.
وفي نقل حي، بثت الكاميرات المثبتة على المركبة الفضائية صورا مذهلة للجرم الفلكي ظهرت فيها كل تفاصيل ديمورفوس بما في ذلك سطحه الرمادي والحصى الصغيرة التي تغطيه، ولحظة اصطدام المركبة بالكويكب وتحطمها عليه توقف بث الصور.
وديمورفوس البالغ قطره نحو 160 مترا لا يشكل أي خطر على الأرض. وفي الواقع فإن هذا الكويكب الصغير هو قمر يدور حول كويكب آخر أكبر حجما يسمى ديديموس.
ويستغرق ديمورفوس 11 ساعة و55 دقيقة للقيام بدورة كاملة حول ديديموس، لكن وكالة «ناسا» تسعى من خلال المهمة التي نفذتها الإثنين إلى خفض هذه المدة بمقدار 10 دقائق عن طريق تصغير مدار ديمورفوس عبر تقريبه من ديديموس.
وسيستغرق الأمر بين بضعة أيام وبضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كان مسار الكويكب الصغير قد تغير فعلا بسبب الاصطدام.
وسيقوم بهذه المهمة علماء على الأرض بفضل تلسكوباتهم التي سيرصدون بواسطتها التباين في السطوع لدى مرور الكويكب الصغير أمام الكويكب الكبير وخلفه.