قالت مسؤولة رفيعة في منظمة السياحة العالمية إن تدشين الخطوط الجوية الكويتية للخط المباشر بين الكويت ومدريد اعتبارا من شهر سبتمبر الجاري سيسهم في تعزيز الحركة السياحية بين أوروبا وإقليم الشرق الأوسط وقارتي آسيا وأفريقيا.
وأضافت مديرة الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بسمة الميمان، في تصريح لـ «كونا» بمناسبة اليوم العالمي للسياحة الذي يحتفل العالم به، ان الخط الجديد سيفتح آفاقا جديدة للمسافرين والسياح.
وأوضحت الميمان ان تدشين هذا الخط سيتيح للمسافرين الكويتيين والأوروبيين السفر إلى وجهات جديدة ونقل الركاب الكويتيين إلى جنوب أميركا والمكسيك وشرقي الولايات المتحدة الأميركية وسينقل كذلك المسافرين الأوروبيين إلى نقاط مختلفة في الخليج العربي أو شرق آسيا أو الهند كوجهات مهمة للكثير من المقيمين في إسبانيا.
وعن تعافي السياحة في منطقة الشرق الأوسط بعد جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قالت الميمان ان المنطقة شهدت زيادة في عدد السياح الوافدين الدوليين تقدر بأربع مرات تقريبا في الفترة من يناير إلى يوليو الماضيين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
وأضافت ان عدد السياح الوافدين خلال تلك الفترة تجاوز مستويات ما قبل الجائحة في يوليو بنسبة 3% مدعوما بالنتائج غير العادية التي نشرتها المملكة العربية السعودية بزيادة قدرها 121% بعد موسم الحج في الوقت الذي مازالت دول المنطقة تتخذ إجراءات لتخفيف أو رفع قيود السفر بشكل متزايد.
وعلى الصعيد الدولي، قالت ان أداء السياحة الدولية اتسم بالقوة حتى يوليو الماضي مع وصول عدد السياح الدوليين إلى 57% من مستويات ما قبل الجائحة في الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 في حين تضاعف عدد السياح الدوليين ثلاث مرات تقريبا 173% في الفترة بين يناير ويوليو الماضيين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
وعن التوقعات للفترة المستقبلية، قالت الميمان انها توقعات تتسم بالتفاؤل الحذر حيث يرى خبراء منظمة السياحة العالمية ان الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2022 تشير إلى انخفاض مستويات الثقة، في حين يظهر أحدث مؤشر ثقة لمنظمة السياحة العالمية تباطؤا في الحجوزات مما يعكس الحذر الذي أصبح يسيطر على قرار السائح لاسيما في ضوء المستجدات الدولية.
وأشارت إلى ان الوضع الاقتصادي الذي تفاقم بسبب الوضع السياسي بين روسيا وأوكرانيا يمثل خطرا سلبيا كبيرا يتمثل في أسعار الفائدة المتزايدة في جميع الاقتصادات الكبرى وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتزايد الركود العالمي، لافتة إلى ان كل هذه الأمور تشكل تهديدات رئيسة لانتعاش السياحة الدولية خلال الفترة المتبقية من عامي 2022 و2023.
وأوضحت ان البيئة الاقتصادية هي العامل الرئيسي الذي يؤثر على انتعاش السياحة الدولية حيث يؤدي ارتفاع التضخم والارتفاع الحاد في أسعار النفط إلى ارتفاع تكاليف النقل والإقامة وهو ما يضع القوة الشرائية للمستهلك ومدخراته تحت الضغط.
وعن العام المقبل، قالت الميمان ان الخبراء يبدون الثقة إذ يتوقعون تحسن الأداء السياحي بنسبة 65% مما كان عليه في عام 2022.
ولفتت إلى ان المناخ الاقتصادي الحالي ساهم في تغيير توقعات العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة في المدى القريب حيث يرى حوالي 61% من الخبراء الآن عودة محتملة للسائحين الدوليين إلى مستويات عام 2019 في عام 2024.
وعن التحديات التي يواجهها القطاع في المنطقة الشرق أوسطية، لفتت إلى ان الطلب المتزايد على الحجوزات السياحية أدى إلى خلق تحديات تشغيلية وأخرى مرتبطة بالقوى العاملة والبنية التحتية ولاسيما المطارات.
ولتحسين مستقبل السياحة في منطقة الشرق الأوسط، اعتبرت انه يجب التركيز على عدة نقاط أهمها تحسين مستوى ثقة المسافرين وفهم اتجاهات السوق الجديدة ومحركات الطلب وتتبعها إلى جانب الالتزام ببناء قطاعات سياحة أكثر شمولا وقدرة على الصمود وذلك عن طريق الاستفادة من الاهتمام المتجدد بالاستدامة وهو أمر له أهميته على المدى الطويل.