أصعب المهام في هذه الحياة هي تربية الأطفال، فالتنشئة تحتاج لمجهود ليس باليسير القيام به وبالأخص أن التربية في العصور السالفة كانت أسهل بكثير من اليوم، وذلك لعدم وجود المؤثرات والوسائط التي تفسد الطبيعة التي جبل المرء منا عليها بفطرته التي خلقنا الله بها.
فاليوم أصبحت المجتمعات منفتحة على بعضها البعض، وهذا له جانب إيجابي وآخر سلبي وبالأخص المتمسك بقيم وعادات دينه فلا يرغب في دخول عادات تفسد التربية الدينية التي يتبعها مع أبنائه.
وبالتأكيد ان مثل هذا الأمر بحاجة إلى تركيز من الأمهات تحديدا وليس الآباء، فالأم هي التي تزرع القيم والمبادئ، والأب دوره رقابي عن بعد، أي أن الطبيعي ألا يتدخل الأب في التربية بتفاصيلها الدقيقة، ولكنه يتدخل في الأمور التي تحتاج لحزم وترهيب، فمن الضروري أن يكون للأب هيبة في منزله وكلمة مسموعة وان يهابه أبناؤه حتى يتم ضبط ميزان المنزل.
وهذا بالتأكيد يحتاج من الأمهات ان تمضي معظم وقتها في المنزل ويكون خروجها محدودا ومقتصرا على الضروريات حتى تتمكن من التربية الصحيحة، ذلك لأن بعض الأمهات تعتقد انها تربي وهي في حقيقتها لا تقوم بالتربية الصحيحة لأن التربية الحقيقية بحاجة إلى ملاحظة وإشراف وتوعية وإلقاء الدروس على الأبناء، فما فائدة أن تكون الأم سلبية في المنزل تمضي معظم وقتها في التحدث مع الصديقات والأولى ان تحادث ابناءها وتوجههم.
وقد تكون اول قضية من الضروري ان تحرص عليها الأم في تربيتها لأبنائها هو الا تسلخ أبناءها عن الفطرة السوية التي خلقهم الله بها، فالفتاة عليها ان تعزز لها انوثتها وهذا يكون بالسماح لها باللعب في المكياج في المنزل وعدم تقصير الشعر بل جعله مسدولا طويلا واختيار الملابس التي تناسبها كفتاة والبعد عن البنطال والملابس الشبيهة بالأولاد وانتقاء الألعاب التي تناسب طبيعتها الأنثوية وعدم توبيخها إذا ما تحدثت بصوت ناعم او تغنجت، لأن الطبيعي أن جمال الفتاة بغنجها، فهناك بعض الأمهات، سامحهن الله، إذا ما سمعن بناتهن يتكلمن بغنج ودلع وبختها فتريدها ان تكون نبرة صوتها شبيهة بالولد، وهذا كله أمر يسلخ الفتاة عن طبيعتها الأنثوية الناعمة، فحتى تنشأ المرأة وتحب انوثتها وفطرتها السوية لابد أن تكون ناعمة مدللة وبالأخص في السنوات الخمس الأولى من طفولتها، فبعض الامهات والآباء يتمنون الذكر فيقومون بالتعامل مع هذه الطفلة على أنها ذكر، فيلبسونها الزي الولادي ويقصون لها شعرها وينادونها باسم الولد وهذا امر بالتأكيد خطير ان تربى الفتاة لتكون مسترجلة.
من جانب آخر الاولاد الأمر ذاته ينطبق عليهم، فالأولاد لهم عالمهم الخاص بهم، ألعباهم وملابسهم وطريقة التعامل معهم وتعويدهم على الصلابة والخشونة والقدرة على اتخاذ القرار والالتزام.
فمن الخطأ أن يعامل الولد كمعاملة الفتاة وتدليله حتى الإفراط ليكون في المستقبل مشروع رجل وليس رجلا له قراره وكلمته ويفرض احترامه في المكان الذي يكون فيه.
فبعض الرجال البالغين اليوم من شدة إفراط ذويهم في تدليلهم أصبحوا فشلة وليست لديهم القدرة على اتخاذ القرار أو حتى في فرض احترامهم وهيبتهم على زوجاتهم أو الالتزام بما يوكل لهم من مهام في مقار عملهم، وهذا كله لأن هذا الرجل البالغ اليوم حين كان طفلا تم تدليله لحد الإفراط لدرجة انه أصبح لا يقوى على القيام بأي مجهود، يريد كل شيء ان يحصل عليه على طبق من ذهب بخلاف أمهات أخريات ربين رجالا صلبين أصحاب قرار.