لم تمنع المخاطر على «طرق الموت» المئات من الأطفال السوريين من الوصول إلى هولندا «دون ذويهم» بحثا عن مستقبل لهم ولعائلاتهم. حيث أعلنت إحدى البلديات الهولندية أنها ستستقبل ثمانين طفلا قدموا مؤخرا ضمن موجة اللجوء التي تشهدها البلاد منذ أشهر.
ونقل تقرير لموقع تلفزيون «سوريا» عن بلدية تيلينغن أنها ستستقبل مؤقتا ثمانين طفلا فروا إلى هولندا من دون ذويهم، مشيرة إلى أن الموقع المجاور لمحطة الإطفاء في باركلان في منطقة ساسنهايم مناسب لهم.
وأعمار الأطفال تتراوح بين 14 و17 عاما بحسب ما نشرت الوكالة المركزية لطالبي اللجوء «كوا» مشيرة إلى أنهم «أطفال لاجئون من سورية».
وذكر الموقع الرسمي لدائرة الهجرة والتجنيس «IND» أن عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل الأجانب القصر غير المصحوبين في شهر أغسطس الماضي وصل إلى 588 وكان معظمهم من سورية حيث وصل عددهم إلى (367)، إضافة إلى (89) إريتريا و(24) من الصومال و(18) من اليمن و(16) من العراق.
وفي شهر يوليو، بلغ عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل الأجانب القصر غير المصحوبين إلى 449 منهم 243 من سورية.
وفي يوليو الماضي، ذكر تقرير أن موظفي IND الذين يتعين عليهم التحقق من قصص اللجوء للأطفال غير المصحوبين بذويهم يعانون من هذه الجلسات ويصفوها بـ «القاسية للغاية».
وقالت إحدى أولئك الموظفات المحققات وتدعى جويس لصحيفة «دي فولكس»: «أخبرني أحدهم ذات مرة أنني أبدو مثل والدته وانفجر في البكاء (..) وكان علي أنا أيضا أن أحارب دموعي!».
ومقارنة بعام 2020، زاد عدد القاصرين المتقدمين للحصول على اللجوء في هولندا بأكثر من الضعف، من 985 على التوالي في عام 2020 إلى 2191 في عام 2021، وهذا ما يقرب من 10% من إجمالي عدد طلبات اللجوء في عام 2021.
وخلال الأشهر الماضية شهد مركز إيواء تير آبل ازدحاما كبيرا حيث نام مئات الأشخاص في الخيام وعلى الكراسي في انتظار تسجيلهم.
ومنذ بداية العام الحالي، وصل أكثر من 13 ألف لاجئ سوري إلى هولندا، وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة فر من الحرب في سورية عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة وأبرزها امتحانات اللغة.
ويقدر عدد السوريين في هولندا بأكثر من مائة وستة وعشرين ألف شخص بحسب التقارير الرسمية.