بعد الانتهاء من العملية الانتخابية وامتثال الشعب لتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد في الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله، بحسن الاختيار وتصحيح المسار، فقد حان الوقت للسلطتين التشريعية والتنفيذية لبدء الانطلاق بالعهد الجديد عملا نحو كويت المستقبل.
وهنا نناشد جميع أعضاء المجلس إنجاز أولويات الأمة بمؤازرة رئيسي السلطتين.
فمتى أنجزت الملفات بسرعة سيغيب الكثير من التوتر عن الساحة السياسية، مما سيمهد الأرض الخصبة لاستمرار دوران عجلة الإصلاح وتطهير الكويت من الفساد بكل شفافية ودون مجاملة، ومن ثم المبادرة لاستبدال القوانين والخطط القديمة بالدولة بأخرى حديثة تناسب الانطلاق لكويت جديدة.
فهذا الوطن الذي يحمل الكم الكبير من الذخيرة العلمية والفكرية في أبنائه والثروات الممتدة في جنباته، ينتظر منا إحياء نظام صحي يوفر الطمأنينة لمن يتلقى خدماته، وكذلك منهج تعليمي يراعي النهوض بأجيال المستقبل للمستويات المتقدمة دوليا، وجهاز وظيفي يوفر وظائف مناسبة تؤمن الحياة الكريمة للكثيرين المتعلقين بقائمة الانتظار، وبرنامج إسكاني يبعث الاستقرار في نفوس العائلات، وضبط تجاري يحارب الغلاء الفاحش المستنزف لمدخرات الأفراد ويكبح انخفاض القيمة الشرائية للدينار الكويتي، وتطوير اقتصادي يحسن مصادر الدخل للبلاد دون المس بجيوب المواطنين.
لقد أصبح لزاما علينا كمسؤولية أخلاقية وأمانة وطنية أن نستنهض جميع الأفكار البناءة والخبرات الحديثة في سبيل الارتقاء بالكويت عبر مشروع نهضة متكامل، وليكون مجلس الأمة هو وقود لعمل جماعي مشترك، يقدم من خلال التشريع به خطة تنموية رائدة توفر معها في إطار المساواة كل مقومات بيئة الإنجاز المريحة والجاذبة للمواطن الكويتي الكفيلة بتحفيز طاقاته والصعود بمهاراته وأدائه، آخذا بزمام المبادرة بالتفاعل الإيجابي مع متطلبات المجتمع لتغيير الصورة النمطية الساكنة التي سادت الوضع العام إلى صورة تفاعلية بهية نعيد بتطبيقها الكويت لمكانها الحقيقي بالصدارة، والذي أراده لنا الآباء والأجداد حينما وضعوا لنا دستورا حصينا يحمل في 183 مادة الخير الكثير لهذا الوطن الغالي والرفاهية للكويتيين.
«وتبقى الكويت أولا وأخيرا هي وطن العزة والرفعة لنا جميعا، لا بقاء لنا من دونه، ولا قيمة لنا إلا بأمانه».