في كل انتخابات تشريعية يكون هناك نجوم، وعادة تكون هذه النجوم من مرشحين يبزغ نجمهم عبر ما يطرحونه من قضايا مهمة تأخذ اهتمام الجميع من إعلام وناخبين، ولكن وفي هذه الانتخابات كان النجوم رجال وزارة الداخلية من وزيرها إلى أصغر رتبة عسكرية، بالأخص الإدارة العامة لأمن الدولة وعلى رأسهم رئيس الجهار الفريق الشيخ سالم نواف الأحمد، وبرز نجم الجميع من خلال الحملة التي قام بها رجال الداخلية لضبط كل ما من شأنه تعكير صفو الانتخابات وحسن تنظيم العملية في كل اللجان.
الغريب في الأمر أنه ولأول مرة لم نر هجوما أو نقدا من المرشحين تجاه الحكومة أو إجراءات وزارة الداخلية في ضبط سير العملية الانتخابية من خلال تطبيق القانون بشكل صارم وكامل دون محاباة «لزيد أو عبيد»، وهذا ما يجعلنا نقول إن الكويت فعليا تعيش في عهد حكومي جديد يسير بالاتجاه الصحيح ونهج مختلف عما سبقها من حكومات، بل واستطاعت وخلال فترة وجيزة كسب شعبية غير مسبوقة رأيناها من خلال لقاءات نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة الشيخ طلال الخالد مع المواطنين من أمام مراكز الاقتراع في جميع الدوائر، وهذا الأمر من الطبيعي أن يكون مصدر إزعاج لبعض المتنفذين الذين يريدون تطبيق القانون بشكل جزئي فقط، بمعنى أدق يريدون التطبيق الكامل للقانون على كل مغرد أو ناشط سياسي أو نائب إصلاحي والتهاون الكامل في تطبيقه مع كل شخص موال لهم! وهذا الأمر لم ولن يتحقق لهم في ظل وجود حكومة لديها دعم شعبي كبير يقودها سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، وفي ظل وجود وزير داخلية بصرامة الشيخ طلال الخالد، وبالتالي نرى أن استمرار النواف والخالد في هذه المرحلة مهم وضروري فهما بمنزلة صمام أمان للسلطة والبلد.
رجال وزارة الداخلية شكرا لكم من القلب كفيتم ووفيتم.
٭ نقطة قبل الأخيرة: سمو الرئيس اليوم طويت صفحة الانتخابات وعليك قراءة النتائج بشكل جيد، فأمامك مسؤولية وطنية بتشكيل فريق حكومي متجانس يعكس مخرجات الانتخابات، ولديه الرغبة بالعمل والإنجاز والأهم هو التعاون مع المجلس الحالي بمسطرة الدستور والقانون.
ويجب على النواب كذلك الذين نتوسم بهم الخير التعامل مع فريقك الحكومي القادم بذات المسطرة، فالشعب الكويتي حقق رغبة القيادة السياسية بالمشاركة الفاعلة وحسن الاختيار، فأي تهاون من قبلكم ستكون له ردة فعل سلبية صداها سيصل لساحة الإرادة لنعود للمربع الأول الذي حذر منه سمو ولي العهد، حفظه الله.
الكرة أصبحت الآن بملعبكم كحكومة ومجلس لتحقيق أحلام وآمال الشعب.
٭ نقطة أخيرة: الكل يعلم أن أغلب القيادات في كل وزارة حكومية وبالأخص وزارة الداخلية لا يبادرون بتفعيل بعض القوانين إلا بدعم كامل «جرين لايت» من الوزير، والواضح لنا أن الشيخ طلال الخالد قد أعلن «حرب القانون» على كل متجاوز، وهذا الأمر من المحتمل أن تكون له تبعات سياسية وغير سياسية سيعاني منها أبو خالد في قادم الأيام.
[email protected]