حققت كييف انتصارات عسكرية جديدة على الجيش الروسي، هذه المرة في شرق البلاد بعد الانتصارات السابقة في الجنوب، بينما تعهد «الكرملين» باستعادة الأراضي التي خسرها في المناطق الأوكرانية المحتلة، في وقت وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا قرار ضم لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، لتصبح «روسية للأبد».
وقال ميخائيلو بودولياك، أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني أمس، إن أي «أهداف روسية في الأراضي المحتلة أهداف عسكرية مشروعة للهجوم من قبل القوات المسلحة» الأوكرانية.
وأضاف في تغريدة على تويتر ان «أي هجوم مضاد واسترداد الأراضي المحتلة يندرج تحت مفهوم الحرب الدفاعية. هذا أمر بديهي لكل من قيادة أوكرانيا وحلفائنا».
وأعلن سيرغيي غايداي الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك شرق البلاد التي كانت تحت السيطرة الكاملة لموسكو، تحقيق خرق، وقال في مقطع فيديو نشر على «تيليغرام»: «الآن أصبح الأمر رسميا.
بدأت عملية إنهاء احتلال منطقة لوغانسك. تم تحرير العديد من البلدات من سيطرة الجيش الروسي» دون مزيد من التفاصيل.
وكانت أوكرانيا أعلنت أمس الأول عن تحقيق خرق في شمال منطقة خيرسون الجنوبية في حين أن كامل منطقة خاركيف (شمال شرق) تقريبا باتت الآن تحت السيطرة الأوكرانية مما يمهد الطريق نحو لوغانسك معقل الانفصاليين الذين نصبتهم موسكو منذ 2014.
بدوره، أقر الجيش الروسي بتراجع قواته ونشر خرائط للأراضي التي يسيطر عليها، وهي تظهر أن موسكو انسحبت من جزء كامل من شمال منطقة خيرسون وكذلك من كل الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، آخر منطقة في خاركيف التي كانت لاتزال تسيطر عليها.
وأكد مسؤول في سلطات الاحتلال أن الانسحاب الروسي من الجنوب كان تكتيكيا ومؤقتا. وأضاف كيريل ستريموسوف لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية أن «إعادة التجمع على الجبهة في الظروف الحالية يسمح بحشد القوات وتوجيه ضربة» للقوات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن قواتها تتمركز في مواقع في منطقة خيرسون الأوكرانية و«تصد هجمات لقوات معادية متفوقة» بعد يوم من تكبدها خسائر كبيرة في ساحة المعركة في الإقليم الجنوبي.
وأضافت الوزارة في إفادتها اليومية أن قواتها شنت ضربات جوية على مناطق دودتشاني ودافيديف بريد، مؤكدة خسارة القريتين الرئيسيتين اللتين تسيطر عليهما قواتها منذ مارس هذا الأسبوع.
وسمح الانسحاب من خاركيف للقوات الأوكرانية بنقل المعارك الى الشرق، نحو منطقة لوغانسك مثلا باتجاه مدينة سفاتوفي.
في السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأول عن شحنة جديدة من المعدات العسكرية بقيمة 625 مليون دولار بما في ذلك أربعة أنظمة جديدة قاذفة للصواريخ من طراز هيمارس تحظى بشعبية في صفوف الجيش الأوكراني.
واتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس على سلسلة جديدة من العقوبات على الكيانات والشخصيات الروسية. وبعد شهر من الانتكاسات العسكرية والإعلان عن تعبئة آلاف جنود الاحتياط الروس، وقع بوتين أمس على قانون لضم المناطق الأربع إلى الاتحاد الروسي، ومراسيم تعيين القادة الذين نصبتهم موسكو من قبل على رأسها، رسميا، وهي خطوة تقررت رسميا الجمعة.
وأكد المتحدث باسمه دميتري بيسكوف أن هذه الأراضي ستبقى روسية «إلى الأبد» وأن موسكو ستستعيد الأراضي التي خسرتها بوتيرة سريعة منذ شهر. وفي تصعيد جديد ضد الغرب، أعلن بوتين نقل إدارة محطة زابوريجيا النووية إلى السلطات الروسية، بعد ان احتفظت بإدارتها الأوكرانية حتى توقيع قرار الضم.