\مع احتفالات النصر في 6 أكتوبر ومع التغطية الإعلامية للبطولات، ماذا عن مشاركة الكويت في هذه الحرب سواء على المستوى العسكري أو السياسي؟ ولماذا لم يقدم الإعلام تغطية عن مشاركة الكويت لتعرف الأجيال حجم المشاركة والتضحيات في هذه المعركة التاريخية للعرب؟.
إن القوات الكويتية التي شاركت في حرب 1973 كانت ذات أداء مشرف إلى جانب الجيش المصري وسجلوا بطولات تستحق أن تروى بكل فخر، حيث اختلطت الدماء العربية على أرض سيناء كما اختلطت بعد ذلك في حرب تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم.
ومن حق كل مواطن كويتي أن يطالب الإعلام بالتنسيق مع الجيش الكويتي لعمل برنامج خاص عن مشاركة جيش الكويت في حرب 1973 وإلقاء الضوء على التضحيات التي قدموها لتعرف الأجيال القادمة أن العلاقات العربية أكبر من مجرد شعارات وأن الدم العربي عندما يمتزج مع بعضه البعض فإنه يصنع المعجزات والنصر والكرامة للجميع، وأن بطولات حرب أكتوبر تحققت بتوحد القيم والمعاني الأصيلة وروابط الدم بين الشعوب الشقيقة، وهو ما سجله وأثبته التاريخ في مواقف متعددة سواء في حرب 1973 أو حرب تحرير الكويت أو غيرها من صور التضامن العربي.
وإن المتابع لما حدث من انتصارات في حرب أكتوبر وفقا لما يقدمه الإعلام بكل أنواعه فإنها تختلف كل عام وسيصعب التعرف على دور الجيوش العربية، إذ إن التضحيات لم تكن محدودة في حينها ولدينا جهاز إعلامي سواء بوزارة الإعلام أو بالإعلام العسكري، ويستطيع أن يؤرخ ويقدم لنا رسالة إعلامية واضحة عن دور الجيش الكويتي إلى جانب الجيش المصري في هذه الحرب والتي مسحت آثار نكسة 1967.
وقد شارك الجيش الكويتي بلواء اليرموك المتواجد في مصر واستشهد بعض العسكريين الكويتيين في هذه الجبهة، أما على الجبهة السورية فقد شارك الجيش بلواء الجهراء واشتهرت المدفعية الكويتية بدقتها ومهارة الرماة الكويتيين ولم تفقد أيا من جنودها في هذه الجبهة، ومن ثم احتفلت الكويت بعودة القوات الكويتية من الجبهتين إلى أرض الوطن في عام 1974.
وأعتقد أن الجيش الكويتي مازال محتفظا بهذه الذكريات التاريخية والتي يجب تدريسها للأجيال القادمة، لأن حرب أكتوبر تعتبر مثالا للتضامن والتكاتف والدفاع العربي المشترك في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والظروف الإقليمية والدولية، مما أدى إلى تحقيق النصر التاريخي الذي يحفر في ذاكرة كل عربي.