قبل نحو 3 أعوام ذكرت أن الدول القريبة تتغير وتنوع مصادرها وتقلص من امتيازات مواطنيها وتفرض رسوما على الخدمات وتدفع أبناءها إلى تولي أعمال كانوا حتى وقت قريب يعزفون عنها ونحن مكانك سر وان الدولة ستجبر على ذلك، ولكن إذا مضت في سياسة ان النفط هو المصدر الوحيد سيكون الضرر الواقع على المواطن كبيرا جدا ويتحمله بقسوة، لأن الكويت دللت المواطن على مدار عقود وعقود. ودعوت إلى تخفيف حدة ما سيحدث، وذلك بالنظر إلى أوضاع الأسواق التجارية الخاوية، وكم المشاريع التي تغلق، والفنادق والمطاعم والشقق الفندقية التي تعاني. وذكرت ان الكويت تحتاج إلى قرارات بالانفتاح السياحي وليست بحاجة إلى أياد مرتعشة، والابتعاد عن نغمة الطقس الحار وتسريع عجلة التنمية وطرح مشاريع سياحية وان نفكر بجدية في تحويل الكويت إلى بلد صناعي وتجاري وسياحي ومركز مالي، ليس فقط بالكلام وإنما بالفعل، وهذا ليس بالأمر الصعب، فهناك رجال أعمال لديهم المقدرة على إقامة مشاريع عملاقة في جميع المجالات، وهذا سيعود بالفائدة على الدخل العام ويخلق فرص عمل للمواطنين.
منذ هذا التوقيت لم يحدث أي جديد في ملف تنويع مصادر الدخل ولايزال النفط هو المصدر الأوحد، وبالتأكيد فإن الظروف خدمتنا من جهة الحرب الروسية - الأوكرانية وارتفاع أسعار النفط، ولكن الدول ما يجب أن تدار من ظروف خارجية، وليس من تخطيط علمي فأسعار النفط كان من الممكن أن تهبط إلى ما دون الخمسين دولارا، وهذا احتمال ممكن وليس مستحيلا لأن السوق يخضع للعرض والطلب وكل شيء وارد ولكن من غير الجائز أن تستمر هكذا.
المؤشرات تقول إننا في واد والعالم كله في واد آخر، فها هي الدول المجاورة تمنح امتيازات ومحفزات لزيادة عدد السائحين بحيث تنوع من مصادر الدخل وتقيم مهرجات وأنشطة وتبني مرافق ومتنزهات، أما نحن فسرنا في الطريق العكسي بإغلاق البلد، وكانت أولى الخطوات وقف الزيارات العائلية ثم وقف الالتحاق بعائل بأسباب لا أعلمها ولا أجد تفسيرا لها، وأرجو الابتعاد عن التفكير غير المنطقي بأننا بذلك نستهدف الحد من كثافة جالية بعينها لأن الزيارات تعني إنفاقا اكثر من قبل رب الأسرة في التسوق وضخ المزيد من الأموال في السوق والالتحاق بعائل أيضا، وإلى جانب ذلك ينشط السوق العقاري المتخم بالأعباء منذ جائحة كورونا ومغادرة عشرات الآلاف سواء بسياسة «التفنيش» والتضييق عليهم أو بمغادرة البلاد طوعا إلى دولهم أو دول أخرى.
للأسف القطار محلك سر متوقف بسبب إجراءات تتخذها وزارة الداخلية، ولا أجد أي مبرر لسياسة الإغلاق تلك، وبدلا من أن تستفيد الكويت من استضافة الشقيقة قطر لبطولة كأس العالم نجدها تغلق الحدود أمام أي فرصة للاستفادة من هذا الحدث وكأننا نريد أن نكون دولة منغلقة.
أكررها للمرة الألف أي وافد يقيم بمفرده في الكويت يمكن أن يدخر ما يزيد على نصف مدخوله وأكثر ومتى ما سمح له بإحضار أسرته أو استضاف أسرته ما استطاع أن يدخر 10% من راتبه على أقصى تقدير، أضف إلى ذلك الحد من قضايا أخلاقية مرتبطة بالعزوبية، آن الأوان ليكون ملف انفتاح الكويت وتنويع مصادر الدخل وإقامة مشروعات سياحية وترفيهية تستقطب زائرين ومشروعات ومصانع كبرى يمكن استثمار رؤوس الأموال بها والابتعاد عن الفكر القاصر بمطاردة الوافدين وكأنهم لصوص يسرقون ويعودون، من أولويات الحكومة، اللهم إني أبلغت اللهم فاشهد.
[email protected]