الديموقراطية التي تجسدت على أرض الواقع أواخر الشهر الماضي من خلال الانتخابات البرلمانية التاسعة عشرة في تاريخ الكويت، والتي جرت يوم الخميس الموافق 29 سبتمبر، كانت حاسمة ومصيرية في مسيرة الكويت وشعبها الأبي، فمسؤولية تحديد من سيمثلنا في مجلس الأمة تقع على عاتق هذا الشعب الواعي والمدرك لأهمية هذه الخطوة من خلال الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، فهذا الحدث المهيب دقت أجراسه بخطاب صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، والذي ألقاه ولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، معلنا بداية الانطلاقة، حيث احتوى هذا الخطاب على كلمات أصبحت المقياس في تصحيح المسار «هدفنا من هذا الحل الدستوري الرغبة الأكيدة والصادقة في أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل في عملية تصحيح المشهد السياسي».
إن تصحيح مسار الديموقراطية الكويتية التي تعتبر في مقدمة ديموقراطيات الدول العربية قاطبة وبعض دول العالم، لما فيها من تأسيس أصيل ومبادئ إنسانية حضارية، لم يأت بالعنف وسفك دماء أو زج بالسجون إنما أتى باتفاق وتناسق آراء رجال بمطلق الحرية بين حاكم وشعب قبل أربعة قرون. فكل مواطن كويتي شريك وجزء مهم في هذه الانتخابات الحقيقية والنزيهة لذا تكمن الأمانة العظمى في توخي مصلحة الكويت للخروج بفرسان التغيير.
فهذا الحدث على مستوى الكويت ويليق بشعبها، حيث صار هذا العرس البهيج في ظل مميزات كثيرة جدا يعرفها ويفهمها وعايشها الشعب الكويتي قاطبة، وبعد أن تكلل بالنجاح والفوز المرضي لنا جميعا فنحن واثقون بأن من حظي بالأرقام الأعلى كانت له حظوة الفوز وفتحت أمامه مهمة النهوض برفعة شأن منطقته ومصلحتها التي تصب في مصلحة الكويت في النهاية وتقديم الخدمات وإيصال صوت دائرته للجهات المعنية بكل أمانة وحرص، لنتقدم بمستقبل مشرق إن شاء الله، فالنتائج التي تمخض عنها العرس هي نتائج تتماشى وتتوافق وتتجانس مع الخطاب التاريخي لقيادتنا السياسية حفظهم الله ورعاهم، وكما يقال إن الإصلاح يأتي من أعلى، فأتى الإصلاح من أعلى وقابله الشعب بالتحية بمثلها من الولاء والانتماء والمحبة، لقد فهم الشعب الكويتي الرسالة السامية لأبو السلطات وطبقها على أرض الواقع، فنحن جميعا شركاء في صناعة مستقبل الكويت، فهنيئا لنا جميعا بهذا العرس البهيج وهنيئا لنا جميعا بهذه الكوكبة من النواب الأفاضل، الآن لا بد أن يكون التعاون بأعلى درجاته لترجع درة الخليج كما كانت في السابق وهذا ما تتطلع إليه القيادة وأيضا الشعب الكويتي أجمع.
شكرا رجال الداخلية، شكرا للشعب الكويتي لتلبية النداء في ممارسة حقهم الانتخابي وتسهيل المهمة، شكرا للقضاء النزيه الذي أدار العملية، شكرا لوسائل الإعلام، شكرا للمغردين، وشكرا للجميع عندما التزم بالصمت الانتخابي، هذا العرس هو نواة لها مقياسها السياسي والاقتصادي والاجتماعي لنتكاتف نحن والشعب مع السلطات الثلاث والسلطة الرابعة الإعلام لنكون يدا واحدة وسواعد جامعة وأفكارا حالمة ونصل إلى القمة بفضل كل شريف ذي همة لتكون الكويت غير.
نعم نحتاج لأن نفتخر ونقول بالصوت العالي الكويت غير، يا ليت تكتمل الفرحة الأسبوع القادم وتشكل كوكبة من الوزراء على قدر وقيمة وصدق وأمانة، وأيضا تتم تزكية الرئيس ونائبه في مجلس شعب الكويت لنجزم بأن الكويت غير، قولوا آمين.