الآن، وبعد أن شقت النساء طريقهن إلى قبة عبدالله السالم وتحديدا بامرأتين اجتازتا الانتخابات بنجاح هما د.جنان بوشهري وعالية الخالد، باتت هناك العديد من العقبات التي يتعين التغلب عليها. إذ لايزال الرجال يشكلون الأغلبية في المجلس، وهو التحدي الأول والأكثر وضوحا، والذي سيجعل من الصعب على النساء تطوير شبكات داعمة في فضاء يهيمن فيه الذكور.
لا يمكننا أن ننكر بتاتا أن المجتمع العربي يفضل - بشكل عام - أن يمثله الذكور في أي منصب من مواقع صنع القرار، وبما أن الثقافة الذكورية لاتزال سائدة، فمن المتوقع أن تتم الحياة السياسية وفقا للمعايير والقيم الذكورية. تخلق الصور النمطية للمرأة والتحيز والتقاليد المحافظة والمحرمات الدينية تصورا شائعا بأن القيادة النسائية لن تنجح، لذلك مع حلول الوقت الذي تحصل فيه المرأة على مقعد في البرلمان (مجلس الأمة) تكون قد فازت فعليا بالعديد من المعارك الرسمية وغير الرسمية وتجاوزت أيضا توقعاتنا العديدة.
لكن قبل الوصول إلى قبة البرلمان، يتعين على النساء مواجهة عقبات مستمرة في العمليات السياسية والانتخابية، بالتالي فإن معظم النساء غالبا ما يترددن في المشاركة في مثل هذه الأحداث. علاوة على ذلك، غالبا ما تكون المرشحات أهدافا للتضليل وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، للضغط عليهن للانسحاب من الحياة السياسية، بالإضافة إلى ذلك، يمثل التواصل مع الناخبين والمتطلبات الأخرى للترشح الناجح مزيدا من التحديات للمعايير المجتمعية للإناث.
في الواقع، تحدثت بعض النساء سابقا عن اضطرارهن للتغلب على المقاومة داخل أسرهن للترشح للمناصب، وأنه في بعض الحالات كما في بعض الزيجات، يجب على الأسرة الممتدة الموافقة أيضا على ترشيح المرأة، ويمكن لآرائهم أن تؤثر على الأسرة المقربة، لذلك، من المهم أن تعالج الطبقة السياسية التي يهيمن عليها الذكور مثل هذه القضايا غير الرسمية وتشجع الطرق التي تعزز الإيمان بقدرات المرأة.
على الرغم من أن النساء يمثلن أكثر من نصف سكان الكويت، فإننا ما زلنا نكافح من أجل الحصول على تمثيل مناسب في البرلمان.
كذلك، من المعروف أن القائدات يرتدين العديد من القبعات المختلفة بنجاح مما يوازن بين وظائفهن وأسرهن، إلى جانب العديد من التجارب المتنوعة الأخرى. وتساعد هذه السمات القيادات النسائية على التكيف بسرعة مع أي وضع جديد وإيجاد الحلول المثلى التي ترضي الأغلبية. في النهاية، لا تتعلق القيادة الحقيقية بمدى تقدمنا بأنفسنا، بل بالأحرى إلى أي مدى نتقدم بالآخرين، وقد أثبتت النساء مرارا وتكرارا أنهن قادرات على تحقيق ذلك.