انتصارات حرب أكتوبر التي قادها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أسقطت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي كان يعتبر أقوى جيوش دول الشرق الأوسط والذي لا يهزم، ونحن الكويتيين نفتخر كما تفتخر مصر بانتصارات أكتوبر العظيمة، لأن الجيش الكويتي شارك في حرب أكتوبر إلى جانب الجيش المصري وجيوش دول عربية أخرى، وقد قدم الجيش الكويتي خلال حرب أكتوبر العديد من الشهداء، وكذلك نحن الكويتيين لنفتخر بشهداء أكتوبر من الجيش الكويتي.
وهذا التعاون المصري - الكويتي في الجانب العسكري يعود إلى زمن بعيد فقد ساهمت وحدات من الجيش الكويتي في حرب يونيو 1967.
ولو عدنا بالتاريخ إلى الوراء فإن الجيش المصري أرسل قوات في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لحماية حدود الكويت من تهديدات قاسم العراق الذي حاول غزو الكويت عام 1961. وكذلك ساهم الجيش المصري في حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1990.
إن هذا التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين لهو دلالة على عمق العلاقة الحميمة بين القطرين الشقيقين، ولا بد هنا أن نستذكر مواقف الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، طيب الله ثراه.. فهو الذي تحرك لمحاولة منع صدام من غزو الكويت، حيث أجرى العديد من المباحثات مع صدام حسين لإقناعه بعدم الاعتداء على البلد العربي الذي ساهم في الدعم المادي والمعنوي للعراق أثناء حربه مع إيران وذكره بأن العرب يجب أن يكرسوا جهودهم لتحرير فلسطين والقدس ولم يتوقف الرئيس مبارك بل ساهم في تحرير الكويت حيث شارك مع قوات دول العالم لطرد قوات صدام حسين من الكويت.
إن هذه النبذة التاريخية للعلاقة الحميمة بين القطرين الشقيقين مصر والكويت يجب أن تكون حافزا للمزيد من التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف القطاعات.
ولا بد هنا أن نحيي القادة الذين ساهموا في الدفاع عن الكويت وأن نحيي القوات المصرية والكويتية بمناسبة انتصارات أكتوبر المجيدة.
٭ في الختام: قال الصحفي المصري مأمون فندي: «وجود الكويت ككيان دولي وعالمي، لم يعد فقط مرتبطا بالأرض وإنما تخطت كدولة الحدود الجيوسياسية إلى حدود مالية وإعلامية، تمددت الدولة وخلقت أمنها خارج حدودها، هذا ما جعل الكويت محل اهتمام الدول العظمى التي حركت جيوشها من أجل تحريرها».. والله الموفق.