في كلمات للكاساني في بدائع الصنائع: ان الصبي يعزر تأديبا لا عقوبة، لأنه من اهل التأديب، فضرب الطفل وسيلة للتأديب وليست للعقاب، ألا ترى الى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم «مروا صبيانكم بالصلاة اذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها اذا بلغوا عشرا»، وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة، لأن فعل الصبي لا يوصف بكونه جناية بخلاف المجنون والصبي الذي لا يعقل، لأنهما ليسا من اهل العقوبة ولا من اهل التأديب، ومن ذلك يحسن ألا تضرب الام طفلها دون العاشرة، كما ان عند تأديب الطفل لا تؤدبي طفلك وانت غضبى، فقد يجعل الغضب تأديبك لطفلك انتقاما، ويخرجه من غايته التربوية ويفقدك سيطرتك على اعصابك ومن تقديرك لمدى الألم الذي يسببه تأديبك للطفل، كما لا تؤدبيه امام الآخرين فهذا يؤثر في نفسية الطفل اذا تم عقابه امام الآخرين، كما اذا كان الخطأ الذي ارتكبه الطفل للمرة الاولى فيحسن ألا تؤدبه الأم على هذا الخطأ فقد لا يدرك الطفل ضرر الفعل الذي ارتكبه للمرة الاولى الا بعد ارتكابه له، ولهذا يحسن ألا تؤدبيه عليه إلا حين يتكرر منه هذا الفعل، حتى وان كنت قد حذرته منه قبل ذلك، فعلى الأم ألا تؤدب طفلها على خطأ بما قد يسبب له ألما، وهذه الآلام تتحقق بها وسيلة التأديب فلا داعي من ثم لتؤدبيه انت ايضا فتزيدي من آلامه.