حملنا الشعب الكويتي عظيم الأمانة في اختيارنا ممثلين عنه في ظل ظروف سياسية واقتصادية دقيقة محليا وخارجيا، لنحقق له الانجاز التشريعي للعيش برفاه وأمن وتنمية، والعمل على الرقابة البرلمانية الفاعلة.
وإن ما يؤسفنا ان تتوسع دائرة الخلاف على فهم الدستور، ويفصلنا أقل من شهر عن الاحتفاء بالذكرى الستين لإقرار المؤسسين لهذا الدستور بتاريخ 11 نوفمبر 1962.
إن الخلاف على ميعاد افتتاح مجلس الأمة وفق المادة 87 من الدستور ومدى دستورية تأجيل اجتماعات المجلس وفق المادة 106 من الدستور انعكس على فهم نص المادة 90 من الدستور وعدم القدرة على انعقاد الجلسات وفق المادة 116 من الدستور.
ولقد حرص المجلس التأسيسي على توثيق محاضره وأرفق بالدستور مذكرة تفسيرية لتكون شاهدا على إرادته، كما أوجد من خلال نص المادة 173 من الدستور الجهة التي تختص بتفسير اي من نصوص الدستور.
وإزاء ما سبق، ومع كل التقدير لمختلف الآراء، إلا انني لن أحضر الى مجلس الامة غدا الاحد ( اليوم) وفق ما تداعى اليه بعض الزملاء النواب، إيمانا مني بأن الخطأ إن وجد لا يعالج بخطيئة، لذا فإنني ملتزمة بالموعد الذي تحدد بمرسوم دعوة مجلس الأمة للانعقاد يوم الثلاثاء المقبل، واطمئنانا لصواب قراري هذا ولمن يخالفني الرأي في ذلك وحسما للخلاف في الفهم الدستوري فإنني ادعو جميع زملائي أعضاء مجلس الأمة إلى مشاركتي توقيع طلب تفسير المواد 87 و90 و106 و116 وما يرتبط بتلك المواد من مواد دستورية أخرى، والذي سأتقدم به خلال جلسة يوم الثلاثاء المقبل، ليتبين للجميع في حاضرنا وللأجيال القادمة الرأي الدستوري السليم فيما نحن فيه من خلاف، كي لا يتكرر الخلاف وكي لا تبقى قرارات المجلس مشوبة بشبهة الانعقاد غير الدستوري، وكي لا يكون فهمنا لنصوص مواد الدستور مخالفا لإرادة رجالات الكويت المؤسسين في المجلس التأسيسي عندما أقروا هذا الدستور.
15 أكتوبر 2022
عالية الخالد