أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ ان بكين لا تسعى إلى الهيمنة او التوسع، وانها ترفض «عقلية الحرب الباردة»، مجددا موقف بلاده من قضية تايوان.
جاء ذلك خلال افتتاح شي جينبينغ أمس أعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد كل خمس سنوات، حيث قوبل بتأييد حاشد وتصفيق مدو، في مؤشر على اتجاهه للحصول على ولاية ثالثة تجعله أقوى زعيم للبلاد منذ ماو تسي تونغ.
وفي قصر الشعب الذي يطل على ساحة «تيان انمين» في العاصمة بكين، اجتمع نحو 2300 مندوب في مكان غطاه اللونان الأحمر والذهبي، وهما اللونان المميزان للحزب الشيوعي الصيني.
ويهدف هذا المؤتمر إلى إظهار وحدة الحزب وقوته، مع مندوبين تم اختيارهم بدقة من جميع مقاطعات الصين، كما يعكس الولاء لشي البالغ من العمر 69 عاما.
وتحت الشعار العملاق للمطرقة والمنجل، تلا رجل بكين القوي مراجعة لعمله على مدى السنوات الخمس الماضية ورؤيته في حال أعيد تعيينه على رأس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وفيما تخطى خطابه الساعة ونصف الساعة، فقد كان أكثر إيجازا بكثير من الخطاب الذي ألقاه في 2017 والذي استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة.
وأثارت حصيلة خطاب شي عاصفة من التصفيق، بدءا من حديثه عن استعادة السيطرة على هونغ كونغ إلى إدارة وباء «كوفيد-19» ومحاربة الفساد وقضية تايوان.
وعلى صعيد السياسة الداخلية، قال شي إن الصين ستركز جهودها على إنشاء نمط تنموي جديد ودفع التنمية العالية الجودة.
وأشار إلى أنه سيتم الدفع قدما بالانفتاح العالي المستوى على الخارج، وأن الصين ستمضي بخطى ثابتة في توسيع الانفتاح المؤسسي الذي يشمل القواعد واللوائح والإدارة والمعايير، وتحفز التنمية العالية الجودة للبناء المشترك لـ «الحزام والطريق».
وشدد على ان «حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني، وإن بكين لن تتخلى أبدا عن حق استخدام القوة مع شبه الجزيرة».
وندد شي بكل نزعة «انفصالية وتدخل» بشأن تايوان التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وأكد أن بلاده تفضل إعادة توحيد سلمية للجزيرة التي تعد 23 مليون نسمة، مضيفا أن «حل مسألة تايوان شأن صيني ويجب حلها من قبل الشعب الصيني وحده.
سنلتزم السعي إلى احتمال إعادة التوحيد بشكل سلمي بأكبر قدر من المصداقية والجهد، لكننا لن نلتزم التخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بحق اتخاذ كل الإجراءات اللازمة».
وتابع «لقد خضنا بحزم نضالا قويا ضد النزعة الانفصالية والتدخل وأظهرنا عزمنا القوي وقدرتنا على حماية سيادة الدولة ووحدة أراضيها ومعارضة استقلال تايوان».
وأضاف الرئيس الصيني أن بكين ستسرع في بناء جيش على مستوى عالمي وتعزز قدرتها على بناء قدرة ردع استراتيجية، متابعا«يجب أن تلتزم الصين قيادة الحزب المطلقة للجيش».
وبخصوص هونغ كونغ، رحب شي جينبينغ في خطابه الذي استمر ساعة ونصف الساعة بما وصفه انتقال من «الفوضى إلى الحكم» في هونغ كونغ التي شهدت في 2019 تظاهرات ضخمة مطالبة بالديموقراطية.
وأكد شي ان بكين ترفض «عقلية الحرب الباردة» في العلاقات الدولية، وذلك في إشارة واضحة الى الولايات المتحدة لكن من دون أن يذكرها بالاسم، مشيرا الى ان «الصين تنتهج بحزم سياسة خارجية مستقلة وسلمية».
وشدد على أن بلاده «تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير»، مؤكدا أن بكين «لن تسعى إطلاقا إلى الهيمنة ولن تنخرط في (أنشطة) توسعية».
الى ذلك، قال المكتب الرئاسي في تايوان، إن شبه الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لن تتخلى عن سيادتها التي وصفتها بأنها «خط احمر» أو تتنازل عن الحرية والديمقراطية، وإن شعبها يعارض بوضوح فكرة بكين عن إدارتها وفقا لمبدأ «بلد واحد ونظامين».
وأكدت الرئاسة التايوانية أن الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجانبين، وأن اللقاء في ساحة المعركة ليس خيارا مطروحا.