قتل 58 شخصا على الأقل، بينهم 10 مدنيين، خلال 10 أيام من اقتتال داخلي بين فصائل مسلحة في شمال سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وفرانس برس.
وأسفرت 10 أيام من الاقتتال الداخلي، وفق المرصد، عن مقتل 28 عنصرا من هيئة تحرير الشام و20 مقاتلا من الفصائل المتحاربة، فضلا عن 10 مدنيين.
ويتقاسم نحو 30 فصيلا، ضمن ما يعرف بالجيش الوطني السوري، السيطرة على منطقة حدودية في شمال محافظة حلب تمتد من جرابلس في الريف الشمالي الشرقي إلى عفرين في ريفها الغربي، مرورا بمدن رئيسية مثل الباب وأعزاز. وتنتشر في تلك المنطقة قوات تركية أيضا.
ودخلت هيئة تحرير الشام على خط الاقتتال عبر دعم فصائل على حساب أخرى، إلى أن تمكنت من السيطرة على منطقة عفرين كاملة للمرة الأولى، وفق فرانس برس ومسؤول في الفصائل.
وأفاد المرصد بأنه بعد أسبوع من الاشتباكات، تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين المتقاتلين ينص على أن تتسلم الهيئة المؤسسات الخدمية والاقتصادية، وتتولى إرساء الأمن في عفرين، وتنشر عناصرها عند المعابر الفاصلة مع مناطق قوات النظام والأكراد.
وكان من المفترض أن يشمل الاتفاق المناطق الأخرى، لكن بعد يومين من هدوء حذر عادت واندلعت مواجهات بين هيئة تحرير الشام من جهة، وفصيلي الجبهة الشامية وجيش الإسلام من جهة ثانية.
وأفاد المرصد عن تقدم هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، وبينها الحمزة وحركة أحرار الشام، ليل امس الاول في محيط مدينة أعزاز التي تعد معقل الجبهة الشامية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن امس: «لم تكن هيئة تحرير الشام لتدخل المنطقة دون موافقة تركيا»، مشيرا الى أن «فصائل تركمانية تدخلت ليلا للفصل بين الجهتين غالبا بطلب من تركيا»، بعد تظاهرات احتجاج خرجت في المنطقة.
ومنذ دخول الهيئة إلى عفرين، تظاهر المئات من السكان خلال اليومين الماضيين في مدن عدة رفضا لدخولها مناطقهم.
وسيطرت هيئة تحرير الشام، التي تصنفها واشنطن منظمة «إرهابية» برغم إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، على محافظة إدلب (شمال غرب) في مطلع 2019 إثر عامين من اشتباكات متقطعة مع فصائل أخرى.
وقالت السفارة الأميركية في سورية، في تغريدة: «نشعر ببالغ القلق من التوغل الأخير لهيئة تحرير الشام، وهي منظمة مصنفة كإرهابية، في شمال حلب». وأضافت: «يجب سحب قوات هيئة تحرير الشام من المنطقة على الفور».