أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديم مساعدات إغاثية بقيمة 100 مليون دولار إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي إن رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجه بتقديم المساعدات إيمانا منه بأهمية التضامن الإنساني خاصة في حالات الحروب والنزاعات وتندرج ضمن جهود دولة الإمارات المستمرة في التخفيف من التداعيات الإنسانية للأزمة الأوكرانية.
وأشارت الهاشمي في بيان أوردته وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام» امس إلى أن بلادها قدمت خلال الأشهر الماضية مساعدات إغاثية مماثلة إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة، فضلا عن تسييرها طائرات تحمل مساعدات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في پولندا ومولدوفا، وذلك استجابة لنداء منظمة الأمم المتحدة العاجل وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين من أوكرانيا.
وعلى صعيد التطورات في أوكرانيا، واصلت روسيا هجماتها الدامية على المدن الأوكرانية مستهدفة البنية التحتية ومنشآت الطاقة، فيما أعلنت كييف أن أكثر من 1100 بلدة باتت بدون كهرباء نتيجة الضربات التي نفذتها موسكو.
وأعلن المتحدث باسم خدمة الطوارئ الأوكرانية أولكسندر خورونجي انه «في الوقت الحالي مازالت 1162 بلدة من دون كهرباء»، مضيفا أن ما يصل إلى 4000 بلدة شهدت انقطاعا للتيار الكهربائي منذ 7 الجاري، فيما أكد قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ان روسيا دمرت من خلال هجماتها الإرهابية على بلاده نحو 30% من محطات الطاقة.
وقالت كييف إن موسكو دمرت ما يقرب من ثلث محطات الكهرباء في أوكرانيا خلال الأسبوع الأخير بعدما كثفت حملتها العسكرية قبل فصل الشتاء لضرب البنية التحتية.
وصرح نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني كيريلو تيموشينكو في تصريحات تلفزيونية امس «الوضع حرج حاليا في أنحاء البلاد. المناطق كافة عليها الاستعداد لانقطاعات في الكهرباء والمياه والتدفئة».
من جهته، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تواصل محاولة ترويع المدنيين وقتلهم، وكتب على تويتر «منذ العاشر من أكتوبر الجاري، جرى تدمير 30% من محطات الطاقة في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاعات واسعة للتيار في أنحاء بلادنا».
وجدد زيلينسكي رفضه للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهمه بانعدام الأخلاق وقال: «الدولة الإرهابية لن تحقق شيئا لنفسها بمثل هذه الأعمال. إنها فقط تؤكد طبيعتها التخريبية والقاتلة، وستحاسب بالتأكيد على ذلك».
جاء ذلك فيما قال «الكرملين» إن الرئيس فلاديمير بوتين لم يعلن انتهاء التعبئة العسكرية في روسيا «حتى الآن»، لكن بعض المناطق أكملت العملية.
من جهة أخرى، أوضحت الرئاسة الروسية أن المناطق الأوكرانية الـ 4 التي ضمتها موسكو قبل أسابيع من أوكرانيا تخضع بالكامل لحماية الترسانة النووية الروسية.
وقال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف أمس، إن العمل جار على دمج هذه المناطق (دونيتسك لوجانســـك زابوروجيــا خيرسون) ووضعها تحت المظلة النووية الروسية.
اعتراض طائرتين حربيتين روسيتين قبالة «ألاسكا»
قالت قيادة الأمن الجوى الأميركية ـ الكندية (نوراد)، إن سلاح الجوي الأميركي اعترض قاذفتين روسيتين من طراز «تو-95» بالقرب من ساحل ألاسكا.
وقال نوراد في بيان إن مطاردتين «اعترضتا قاذفتين روسيتين من طراز Tu-95 Bear-H دخلتا منطقة تحديد الدفاع الجوي لألاسكا».
وقالت القيادة الأميركية الشمالية إن الطائرتين الروسيتين «ظلتا في الأجواء الدولية ولم تدخلا المجال الجوي للولايات المتحدة أو كندا».
ومنطقة تحديد الدفاع الجوي (Adiz) هي محيط تتم فيه مراقبة الحركة الجوية من قبل جيش دولة أو أكثر خارج مجالها الجوي الوطني، للحصول على وقت إضافي للرد في حالة حدوث مناورة معادية. وتمتد منطقة تحديد الدفاع الجوي لألاسكا نحو 320 كيلومترا من الساحل.
وفي وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب تهديدات من موسكو باحتمال اللجوء إلى السلاح النووي، أوضح الجيش الأميركي أن النشاط الروسي في منطقة تحديد الدفاع الجوي الأميركية «لا يعتبر تهديدا ولا استفزازا».
وأضاف الجيش الأميركي ان «نوراد تستخدم دفاعا متعدد الطبقات من الأقمار الاصطناعية والرادارات الأرضية والرادارات على متن طائرات وطائرات مقاتلة لرصد أي طائرة والتعرف على أي عمل غير مناسب.. نحن على استعداد لاستخدام مجموعة من الخيارات للدفاع عن سيادة أميركا الشمالية والقطب الشمالي».
واعتراضات الطائرات الروسية في هذه المنطقة القريبة جدا من الشرق الأقصى الروسي متكررة نسبيا.
وتجري موسكو عادة مناورات عسكرية مكثفة في هذا الوقت من العام تعرف باسم تدريبات «غروم» التي تشمل تجربة صواريخ باليستية.
لافروف يلمح إلى إمكانية خفض الوجود الديبلوماسي لموسكو في الغرب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده «لا ترى أي جدوى» للإبقاء على نفس الوجود الديبلوماسي في الغرب، معلنا أن موسكو ستركز الآن على آسيا وأفريقيا.
وقال لافروف خلال لقاء مع الخريجين الشباب الذين عينتهم وزارة الخارجية الروسية مؤخرا «لا جدوى ولا رغبة بالطبع في الإبقاء على نفس الوجود في الدول الغربية».
وأوضح أن الديبلوماسيين الروس يعملون هناك «في ظروف يصعب وصفها بأنها إنسانية، يتم خلق المشاكل لهم باستمرار عبر توجيه التهديدات».
وتابع «لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنه لا يوجد عمل هناك منذ أن قررت أوروبا الانغلاق أمامنا وتعليق أي تعاون اقتصادي» مع موسكو.
وأضاف وزير الخارجية الروسي «ماذا نفعل؟ لا يمكننا إجبار الآخرين على إبداء الود لنا».
وأكد أن «الدول النامية في آسيا وأفريقيا، تحتاج، على العكس من ذلك، إلى مزيد من الاهتمام»، مشيرا إلى أن روسيا لديها الكثير من المشاريع هناك، خاصة التجارية التي «تتطلب مواكبة ديبلوماسية».
وخلص لافروف إلى أنه «في ظل هذه الظروف سنضع مركز الثقل في تلك الدول المستعدة للعمل على أساس المساواة والتعاون معنا على أساس المنفعة المتبادلة».