لا شك أننا عبرنا سنوات طويلة منذ أن غزت حياتنا تجربة استخدام الأجهزة الذكية، وبصرف النظر عن انعكاساتها الإيجابية التي كانت أهمها اختصار الوقت - المعلوماتية السريعة - سرعة التواصل الاجتماعي وإنجاز المهام، إلا أنها فتكت بالأفراد نفسيا واجتماعيا، وها نحن كمجتمعات عربية بعد مرور سنوات طوال من استخدام الأجهزة الذكية أمام صراعات وتحديات وظواهر نفسية واجتماعية باتت تهدد أمننا الاجتماعي كما أنها أصبحت خارج السيطرة للكثير كالصم البكم العمي لا يبصرون، والبصيرة كما نوهت إليها سلفا في مقالات سابقة أنها من اختصاص القلب وليس النظر في قوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) «الحج: 46».
ومن الآثار النفسية والاجتماعية الملاحظة على سلوكيات الكثير من الناس:
- التواصل الاصطناعي: ونلاحظه في التجمعات العائلية وكل يلتهي بعالمة الإلكتروني، كذلك بين الأزواج وتجمعات الأصدقاء.
- التوثيق الأعمى: وأصبح كل شيء يوثق دون وعي ودون شعور.
- التشويش الذهني وقلة التركيز.
- جمود المشاعر: وهي طامة كبرى حيث إن بعض الناس أصبحوا لا يتأثرون بمنظر الحوادث والكوارث الاجتماعية، أصبح الأمر عاديا والمناظر لا تثير المشاعر ولا التفكير المنطقي في الواجب عمله في لحظة الحادثة فقط أصبح الأمر مجرد فرجة وتوثيق.
- زيادة معدلات الجريمة.
- انحدار المستوى التعليمي: وذلك لما للأجهزة من انعكاسات صحية على الأبناء منها تشوش الذهن وضعف النظر وفقدان الصبر وعدم التركيز.
- التنمر والعدوانية.
- فقد الصبر في التفاعلات والمعاملات.
- الفوضى الفكرية.
- ضياع الأهداف.
- ضعف الوازع الديني.
- ارتفاع نسبة الهوس بين الناس جراء متابعة المشاهير، كهوس التجميل وهوس الامتلاك والشراء وتجربة كل ما هو جديد... وهذا نذير خطر.
- زيادة معدلات الانتحار.
- زيادة معدلات إدمان المخدرات والمتاجرة بها.
- الإدمان الإلكتروني كمرض نفسي سلوكي.
- خيانة المجالس والتعدي على الآخرين بتوثيق أحداثهم دون علمهم وهذا يعني النقطة التي تليها...
- انحدار القيم الأخلاقية.
- التفكك الأسري.
- ارتفاع الاضطرابات النفسية لدى الكثير من الأفراد كالقلق والاكتئاب.
- فوضى المشاعر والأفكار.
- انحدار القيم الاجتماعية.
- اندثار قيمة الحياء وذلك من خلال تعري البيوت والأجساد والخصوصيات للعامة.
- غفلة القلب.
فالانفتاح الكبير الذي حققته الأجهزة الذكية قد فتك بالأسرة العربية المسلمة ويوجب إعادة تدوير سلوكياتها وقيمها بما يرفع من ثقافتها ووقايتها من الأخطار التي تهدد أمنها الاجتماعي وعلى المجتمع الواعي الشراكة والتكاتف والتعاون في الحفاظ على الأسرة من التفكك والتهشم والضياع، وذلك من خلال تكثيف الوعي والإرشاد ووضع الخطط والاستراتيجيات النفسية والاجتماعية والسلوكية من قبل المؤسسات التعليمية وإقرار قوانين جديدة تجرم كل سلوك مشين يؤثر على البناء النفسي والاجتماعي للأفراد ويؤثر بالضرر على الآخرين.
LinesTitle@