- الحديث عن المسكوت عنه في المجتمع عادة ما يثير الجدل بين الناس
- من المستحيل أن يفصل الكاتب نفسه عن الجمهور لأنه هو من يصنعه
- توقفت عن «الفلاش باك» في أعمالي لأنه جاءتني ملاحظات حولها
- المشاهد أصبحت لديه خيارات قد تسبب قلقاً للدراما العربية بشكل عام
عبدالحميد الخطيب
أكدت الكاتبة القديرة هبة مشاري حمادة لـ «الأنباء» أن مسلسل «دفعة لندن» سيكون مختلفا تماما عن كل من «دفعة القاهرة» و«دفعة بيروت»، وقالت: «دفعة القاهرة» كان عبارة عن مجموعة من الطلبة يسافرون الى مصر للدراسة خلال فترة الستينيات وتحدث لهم صدمة حضارية وتأثير ذلك على حياتهم، بينما «دفعة بيروت» تكلم عن رفض الآخر وبداية الاحتقانات ما قبل حرب لبنان، أما «دفعة لندن» فتدور قصته في الثمانينيات، فترة ضياع الهوية تماما، وسنشاهد خلال أحداثه جاليات أخرى غير الخليجية.
وعن موعد عرض «دفعة لندن» وهل سنشاهده في رمضان؟ أشارت الى أن هذا خيار قناة «mbc» وليس خيارها، ملمحة الى أنها اعتذرت عن تقديم أي أعمال درامية الموسم القادم لضيق الوقت، وأوضحت: اعتذرت عن كتابة أي عمل خلال الثلاثة أشهر المقبلة بطريقة تكون فيها سرعة، حتى لا نضحي بثقة الجمهور بعد النجاح الذي حصدناه في عملنا الأخير «من شارع الهرم الى..»، مستدركة: لكنني انتهيت من كتابة عملين بالتوازي «مو من 30 حلقة» وهما لصالح «شاهد» و«mbc».
وحول خيارات الجمهور وهل يفرض عليها ككاتبة نمط كتابة معين، أم أن كتاباتها تنشأ من قناعة شخصية، ردت: من المستحيل أن يفصل الكاتب نفسه عن الجمهور، لأنه هو من يصنعه، ومهما يكون الكاتب واثقا من جودة أعماله لكنه لا يستطيع ان ينسلخ عن قرار جمهوره، وأنا عادة أتأثر برأي الناس وأتعامل مع أفكارهم بشكل تداولي، ليس بالضرورة أن أقتنع بهذه الأفكار لكنها تهزني وتعيد صياغة قناعاتي، وعلى سبيل المثال فقد توقفت عن موضوع «الفلاش باك» في أعمالي لأنه جاءتني ملاحظات حوله وأخذتها بعين الاعتبار، وأيضا وجه البعض اتهاما لي بـ «النسوية»، لكنني أعتقد أن أي فن معاصر متهم اليوم بـ «النسوية» لأنه توجد حالة «نسوية» عامة في الطرح الدرامي.
وتطرقت الكاتبة هبة مشاري حمادة الى تأثير أعمالها في الناس وتغيرها للصورة النمطية للدراما الخليجية، قائلة: ما زالت عندنا إشكالية الخلط بين المحتوى الدرامي والسينمائي والاغنية الوطنية، فالأخيرة مطلوب منها إظهار الوجه الأجمل، والتباهي، والمغالاة، والتلميع، أما الدراما فهي فكرة مختلفة تماما، عبارة عن دهشة مشهدية، إثارة، تساؤل، صنع جدل، لفت نظر، فالحس الدرامي والتلقي كانا يحتاجان الى نوع من أنواع التمرين، وأعتقد أن المحاولات التي تم تقديمها أعطت تجربة تراكمية جيدة، ونوعا ما روضت الحالة الدفاعية لدى المتلقي الذي يعتقد أن المطلوب من الدراما ان تعكس صورته في أبهى شكلها، بينما المطلوب حقيقة في الدراما اللعب على الكواليس، وعلى الهامش.
وتابعت: صناعة «الحدوتة» دائما فيها جزء من القضايا المسكوت عنها في المجتمع، والحديث عن المسكوت عنه عادة ما يثير الجدل بين الناس، لكن اليوم وصلنا الى مرحلة تحت مظلة قناة «mbc» وبدعم كبير منها بتنا قادرين على أن نعلو عن السقف المعتاد، ونتحدث ونطرح القضايا بحرية أكبر، وان نجد من يمول الأعمال الدرامية التمويل الذي يتوافق مع ما يليق بالمشاهد اليوم، فالمشاهد أصبحت لديه خيارات من الممكن ان تسبب قلقا للدراما العربية بشكل عام، في النهاية هو تحالف مجموعة من المعطيات استطعنا من خلالها أن نصنع تغيرا ملموسا والحمد لله.
وبسؤالها «هل تكتب الشخصيات في الأعمال الفنية وفي بالها أسماء نجوم معينين، أم أن اختيار الفنانين للشخصيات يخضع لاختيار المخرج ويتجاوزها ككاتبة؟»، أجابت: يحدث أحيانا أن أكتب الدور وفق اتفاق مسبق أو ضمني بيني وبين ممثلة معينة أو ممثل معين، لكن هذا الاتفاق لا يعني الدخول في تفاصيل الشخصيات، مع الحفاظ على التوزيع والتوازن الدرامي بين الأدوار، وعادة عندما أكتب «أكون عارفة» من الممثل المناسب للشخصية، وأردفت: في «زوارة خميس» كنت متفقة مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله على الشخصيات وكتبتها على هذا الأساس، وأيضا في «من شارع الهرم الى..» كنت متفقة مع الفنانة هدى حسين.
وأضافت هبة: هناك أعمال مثل «دفعة القاهرة» و«دفعة بيروت» و«دفعة لندن» كتبتها لجيل مختلف من الممثلين ولفئات عمرية أصغر، وأعطت نوعا من أنواع التجديد بالساحة الفنية، كأنها «لعبة الكراسي»، حيث تختلف فيها الوجوه بشكل دائم، وتختلف الأسماء، ويدخل العنصر العربي كعنصر فاعل وبثقل كبير مثلما حدث في «دفعة بيروت» والآن في «دفعة لندن».
جدير بالذكر أن مسلسل «دفعة لندن»، من تأليف الكاتبة هبة مشاري حمادة، إخراج محمد بكير، وكشف عدد من الممثلين عن مشاركتهم في النسخة الجديدة من العمل، منهم: وسام حنا، رولا عادل، وانضمت إليهما: ليلى عبدالله ولولوة الملا وميلا الزهراني وليالي دهراب وصمود المؤمن، وروان مهدي، ونخبة أخرى من النجوم.