دارين العلي
أكد عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة أستاذ الجيولوجيا المتفرغ بمركز بحوث الصحراء، والمدير التنفيذي لشركة الرؤية الكويتية لإدارة المشاريع البيئية د.رأفت ميساك على سعي الكويت للعمل على استباق مخاطر الكوارث والتخطيط لها والحد منها من أجل حماية الناس.
ورصد، في تقرير خاص لـ «الأنباء» بمناسبة اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية 2022 والذي يصادف الشهر الجاري، بعض نماذج الصمود امام الكوارث في البلاد ومنها السيول التي تحصل في مواسم الشتاء والموجات الغبارية.
السيول والعواصف الرملية
وأشار الى انه ولزيادة القدرة على الصمود امام السيول الفجائية، قامت الكويت خلال عامي 2019 و2020 بتجهيز مجموعة من السدود وقنوات تصريف ووحدات أرضية ضخمة لتخزين المياه في مناطق متفرقة منها مدينة الأحمدي، كما تم إعداد خرائط للمناطق المعرضة للسيول.
وأوضح انه ولزيادة القدرة على الصمود امام العواصف الرملية والغبارية تتبنى الدولة ومنظمات المجتمع المدني خطط تشجير وتخضير الكويت، لافتا الى ان الجمعية الكويتية لحماية البيئة اقترحت زراعة احزمة خضراء في المواقع التالية:
٭ خباري العوازم ـ الهويملية (الحدود الكويتية ـ العراقية).
٭ المدن السكنية الصحراوية (مثل مدن صباح الأحمد والصبية والمطلاع والوفرة الجديدة وغيرها).
٭ الحقول النفطية (للحد من تلوث الهواء الجوي).
٭ جوانب الطرق السريعة: طريق الجهراء ـ الصبية، طريق الوفرة ـ ميناء عبدالله، طريق الوفرة ـ الزور، طريق الوفرة ـ كبد، وصلات من طريق السالمي، طريق العبدلي.
الكوارث الكبرى
وقال انه في معظم بقاع العالم يتأثر البشر بالكوارث الكبرى (الأشد خطورة) مثل الزلازل والتسونامي والبراكين والأعاصير والمجاعات وحرائق الغابات والانهيارات الجليدية، كما يتأثر البشر أيضا بالكوارث الصغرى مثل العواصف الرملية والغبارية والسيول الفجائية والجفاف (الكوارث المناخية)، لافتا الى ان اطار سينداي للتخفيف من مخاطر الكوارث يعد خارطة طريق للحد من الخسائر البشرية والاقتصادية ـ الاجتماعية للكوارث.
ولفت الى ان وثيقة اطار سينداى أكدت ان ثمة حاجة عاجلة وملحة إلى استباق مخاطر الكوارث والتخطيط لها والحد منها من أجل حماية الناس والمجتمعات والبلدان، ومصادر رزقهم وصحتهم وتراثهم الثقافي وممتلكاتهم الاجتماعية والاقتصادية ونظمهم الإيكولوجية بمزيد من الفعالية، ومن ثم تعزيز قدرتهم على مواجهة تلك الأخطار.
وشدد على ضرورة تعزيز العمل للحد من التعرض لمخاطر الكوارث وقابلية التضرر بها، وبالتالي منع خلق مخاطر كوارث جديدة والمساءلة عن نشوء مخاطر الكوارث على جميع المستويات وينبغي تركيز مزيد من العمل المتفاني على عمليات التصدي للأسباب الكامنة للمخاطر، مثل تغير المناخ وتقلباته، والتوسع العمراني غير المخطط له والسريع، وسوء إدارة الأراضي، والعوامل المفاقمة مثل التغير الديموغرافي، وضعف الترتيبات المؤسسية، والسياسات غير الواعية بالمخاطر، وعدم وجود قواعد تنظيمية وحوافز لاستثمار القطاع الخاص في مجال الحد من مخاطر الكوارث. وحول الاحتفال باليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم لنشر وتعزيز ثقافة التخفيف من مخاطر الكوارث الطبيعية وتعميق فلسفة الصمود امام الكوارث مع اهمية تقليل التعرض لها قدر المستطاع، حيث انه افضل طرق التخفيف من تداعيات تلك الكوارث.
واوضح ان زيادة القدرة على الصمود امام مخاطر الكوارث من الفعاليات التي تم تنظيمها في إطار الاحتفالية باليوم العالمي للتخفيف من مخاطر الكوارث في العام 2022، حيث تم تنظيم حملة التوقيع والتعهد بالصمود أمام الكوارث التي أشرفت عليها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) التابعة للأمم المتحدة وانضم إليها آلاف من البشر.
كوارث المجاعات
وتحدث عن كوارث المجاعة حيث يسجل التاريخ حالات مجاعة عديدة اجتاحت دولا كثيرة من العالم، منها إثيوبيا والصومال وجنوب السودان واليمن وأفغانستان وسيراليون والسنغال وزامبيا والنيجر وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو ومصر والولايات المتحدة الأميركية والهند، فقال «إنسانيا، تعد كوارث المجاعات أشد الكوارث تأثيرا على النفس البشرية، حيث يموت الآلاف واحيانا الملايين من البشر موتا بطيئا بسبب الجوع في أزمنة تهدر فيها كميات من الطعام تكفي دولا عديدة بالعالم، ووفقا لتقديرات منظمة الفاو (منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) عام 2014 تقدر قيمة الفاقد والمهدر من الأغذية في العالم بما قيمته تريليون دولار في السنة».
تصنيف المجاعات
وصنف بشكل عام المجاعات إلى المجموعات التالية:
1 ـ مجاعات الجفاف حيث تضن السماء بالماء لعدة مواسم تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة في الغالب فتجف الأراضي وتتشقق ويموت الزرع والضرع وتحدث المجاعات (مثل معظم مجاعات افريقيا).
2 ـ مجاعات الحروب والنزاعات المسلحة (مثل مجاعات اليمن والصومال واثيوبيا) حيث يجبر المزارعون على التخلي عن الزراعة خوفا من القتل او الأسر.
3 ـ مجاعات الجفاف/ الصراعات حيث يضرب الجفاف دولا تمزقها الصراعات فتتفاقم أزمات الغذاء ومن بعدها تحدث المجاعات
4- مجاعات الفساد السياسي والفشل الاقتصادي حيث تسدد فاتورة الحروب والأسلحة من أموال مخصصة لبرامج التنمية (كما حدث في جنوب السودان).