دائماً ما تكون الشخصيات الناجحة محل انتباهي وأجتهد في متابعتها عن كثب لأتعلم منها وأحث نفسي على اتباع درب الناجحين، ومن أكثر الشخصيات التي وجدتها تحمل جميع صفات النجاح والتميز كانت في شخصية الشيخ طلال الخالد وزير الداخلية والذي لا أحد ينكر ما قدمه لكويتنا الغالية في فترة قصيرة جدا من انضباط أمني ومواجهات مستمرة مع أعداء الوطن من تجار السموم المخدرة ومروجيها بين شبابنا.
أدرك جيدا أن المهمة المطلوب تنفيذها من وزير الداخلية شاقة للغاية، وتحتاج إلى رجال لا تعرف أعينهم النوم، ولا يحيدون يوما عن طريق الحق، وخدمة الوطن وحماية الوطن، والحقيقة أن وزير الداخلية برهن على أن الكويت تمتلك رجالا من ذهب، أشداء مخلصين، لا يهدأ لهم بال حتى يكافحوا الجرائم بمختلف أنواعها، وهذا من أجل أمن الوطن والمواطن فبدون أمن لن يتحقق الاستقرار والذي هو بمنزلة الحجر الأول لبناء الوطن ودفعه نحو التطور والتنمية.
وقد يعتقد البعض أن الخطط الأمنية التي يضعها وزير الداخلية وإستراتيجية إدارتها لا تخرج عن النطاق النمطي، ولكن دعوني أخبركم أمرا ما، لو كانت الخطط الأمنية تنفذ بشكل تقليدي ومعتاد لدى الأجهزة الأمنية لما تمكن رجال الداخلية من إحباط هذا الكم الهائل من عمليات تهريب المخدرات، والتي لم يدخر تجار السموم طريقة وحيلة حتى يتمكنوا من العبور ببضاعتهم إلى حدود البلاد ووصل الأمر إلى استخدام الأدوات المدرسية كوسيلة لنقل المخدرات، إلا أن رجال الداخلية لهم بالمرصاد.
ولن أطيل الحديث عن عمليات المداهمة الأمنية للشقق السكنية التي يشتبه بأنها تستخدم في أشياء مخالفة للأخلاق والقانون، وكذلك ضبط المقيمين المخالفين ومصانع تعبئة الخمور، أضف إلى ذلك حرص وزير الداخلية بنفسه على متابعة الحالة الأمنية ونزوله إلى الشارع حتى يكون القدوة لرجال الداخلية، وكذلك أزمة المرور الأخيرة التي تزامنت مع بدء العام الدراسي الجديد لم يغب وزير الداخلية عن المشهد ليتفقد الأمر.
كثيرون هم المسؤولون ولكن قليلا هم المخلصون لوطنهم وعملهم، وأنا أرى في شخصية الشيخ طلال الخالد نموذجا يدرَّس في الإخلاص وتلبية نداء الضمير، فهو يرى عمله مسؤولية إنسانية ووطنية قبل أن يكون مهام وظيفية، لذلك فإنه فارس نبيل برتبة وزير.
[email protected]