لا يوجد شك في أن حياة الديموقراطية جميلة، وكثير من شعوب العالم بدأت ديموقراطيتها في صراع واختلاف الآراء واختلاف الطرح والفكر، ولكن شيئا فشيئا استطاع البعض السماح للطرف الآخر بإيصال فكرته وصوته ورأيه حتى انه بدا بتبني أفكار الطرف الآخر، ونشأ بعدها جيل على هذه الأفكار المتنوعة والمبادئ الجديدة من التسامح والتفاهم والترابط.
وكل ديموقراطيات العالم وخصوصا الغربية منها نشأت وبدأت بصراعات لسنوات طويلة امتدت لعقود من الزمن، ولكن في آخر المطاف خضعوا للرأي والرأي الآخر، وأصبحت الديموقراطية نهج حياة لديهم، أما الدول العربية فلا توجد مقارنة، حيث إن الشعوب العربية تمتاز بجوانب مشرقة كثيرة لكن دخول نهج الديموقراطية كان الغرب أسرع وسباقا لدخولها كون الصراعات هي التي دفعتهم لذلك، فأخذت مجالها بشكل واسع وأصبحت لها مفاهيم ونظريات وطبقت على أرض الواقع باستحياء مرات ومرات بالفرض.
أما في الكويت بشكل خاص فمازلنا نخوض الديموقراطية بأفضل طرقها، حيث إننا من الدول المشار إليها بالبنان في نهجها الديموقراطي المتميز، فمنذ بداية الكويت خطت الأسرة الحاكمة أسرة الخير أسرة آل الصباح منهج الشورى ورسخت مفهوم الرأي والرأي الآخر، فكانت الرؤى واضحة والطريق معبدا أمامنا للسير قدما بدولتنا الحبيبة الكويت، وإن كنا في السنوات الأخيرة اصطدمنا بمعوقات عطلت التنمية والتقدم والتطوير والرقي أيضا، وبالأمس شكلت الحكومة بثوب جديد مطرز بالعلم والمعرفة والتخصص والأمانة والقوة.
ونحن كشعب نعقد الأمل على هذه الحكومة في تكوين فريق تنفيذ قادر على التكييف حسب الظروف مع جميع المشاريع، ويكون ارتباطها المباشر مع رئيس الوزراء وحبذا يكون اسمها (هيئة التنفيذ العليا) ويكون عملها استقبال أي طرح أو فكرة أو مشروع سواء كان هندسيا أو قانونيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا وغيرها من أفكار ورؤى إصلاحية، وتقوم هذه الهيئة بمتابعة الأطروحات لتنتشر ثقافة ديموقراطية الأفكار والآراء بالتوازي مع ديموقراطية الرأي والرأي الآخر أو ما يسمى بنهج مجلس الأمة.
العهد الجديد هو عهد أمل وتفاؤل وعلينا أن نهب هبة رجل واحد لكل ما هو جديد ومشرق، متجاوزين كل العقبات فعلينا مسؤولية تقبل الرأي والرأي الآخر وعدم التزمت وهذا يكون من أولويات أعضاء مجلس الأمة، هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فقد تعبت الكويت من التأخر بكل مؤسساتها وقطاعاتها، فلا بد أن يكون هناك تعاون مثمر وملموس بين جميع أعضاء السلطتين (التشريعية والتنفيذية) حتى يكونوا فريقا واحدا كاملا متكاملا ومتماسكا متعاونين مع بعضهم بعضا، فإذا اتفقوا وحققوا الأهداف المرجوة منهم نالوا حب واحترام وتصفيق الشعب بأكمله، على أمل التصفيق، والتصفيق الحار إن أمكن لهم، متأملين كل خير بالعهد الجديد.
٭ أرجوحة أخيرة:
أرجو من إذاعة وتلفزيون الكويت أن يكرروا إذاعة ونشر الخطاب السامي لافتتاح دور الانعقاد السابع عشر كل يوم وبأوقات مختلفة لمدة شهر ليحفظ الجميع أحرف الخطاب، وكلماته النيرة والثاقبة والحكيمة.