كعادة السوريين في التأقلم مع كل ظرف تفرضه الحياة عليهم، يبدو أن أهالي منطقة شمال غرب سورية، على موعد مع طريقة جديدة للتغلب على ارتفاع أسعار النقل وأسعار السيارات التي تفوق قدرة معظمهم، ما يفسح المجال لظهور «التوك توك» كوسيلة نقل جديدة في المنطقة رغم أنها قديمة في غيرها من المناطق والدول.
ورصد تقرير لموقع تلفزيون «سورية» هذه الآلية الجديدة في الطريق الواصلة بين قرية كفريا ومدينة إدلب.
ورأى أحد المقيمين في المنطقة أن «استيراد هذا النوع من الآليات فكرة ظريفة، ممكن أن تكون ذات نفع لفئات المجتمع الفقيرة، غير القادرة على شراء السيارات»، بينما قال آخر إن «الآلية قابلة للركوب وهي حل مناسب لأصحاب الدراجات النارية خلال الشتاء، لأنها تقيهم البرد والأمطار»، مع بعض التعديل «بحيث يتم إغلاق مداخله وتركيب أبواب بسبب قدوم فصل الشتاء».
وتعود ملكية أول آليتين لـ«محمد الباشا» المنحدر من منطقة الغوطة الشرقية والمهجر إلى إدلب، الذي يعمل على استيراد «التوك توك» إلى المنطقة بمساعدة صديق له مقيم في تركيا، لأول مرة، قادمة من الصين عبر الأراضي التركية.
وفي إطار ذلك، قال «الباشا» في حديث لموقع «تلفزيون سورية»، إن «فكرة استيراد التوك توك، جاءت من ضرورة نشر وسيلة نقل اقتصادية وعملية في الاستخدام، وبأقل التكاليف، خاصة في ظل الازدحام السكاني وارتفاع أسعار الوقود».
وأوضح، أن «التوك توك يحمل 9 ركاب، أي أن العائلة الكبيرة قادرة على الاعتماد عليه، ويمكن أن يكون لهذه الآلية خيارات عديدة، منها استعمالها كعربة بعد طي المقعد الأخير، والعمل عليها كـ(تاكسي) أجرة، أو للاستخدام الشخصي».
وأكمل أن «السيارات الحديثة، صارت حكرا على الأغنياء والطبقة الجيدة، بينما الفقراء ممكن أن يكون الـ(توك توك) خيارا اقتصاديا لهم».
واستورد «الباشا» نحو 30 قطعة، ويعمل على ترويجها في موقعين اثنين، الأول على طريق باب الهوى إدلب، وآخر في مدينة إدلب قرب دوار الزراعة.
ويبلغ سعر التوك توك، نحو 1200 دولار أميركي، مشيرا إلى أن «هذا السعر عليه خصم، ما يقارب الـ 30% من سعرها الأصلي، في محاولة لجذب الزبائن والمساعدة على ترويجها بشكل لافت في المنطقة».
يذكر ان التوك توك ليس جديدا على العديد من المدن السورية كحمص وحماة حيث كانت تستخدم آلية شبيهة ثلاثية العجلات كانت تسمى «الطريزينة» وتستخدم خصوصا في نقل البضائع والسلع لاسيما الخضراوات في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي، قبل ان تمنعها بلديات المدن بسبب صوتها العالي وما تسببه من إزعاج.