مفرح الشمري
ضمن العروض الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 22، عرضت فرقة المسرح الكويتي على خشبة مسرح الدسمة مسرحيتها «تفضلوا على العشاء» من تأليف فاطمة العامر وإخراج محمد الأنصاري وتمثيل عبدالعزيز بهبهاني وميثم الحسيني وعبدالله البصيري وآية الغمري وفيصل الصفار ومحمد المنصوري وعبدالله البلوشي وفاطمة الأنصاري وعلي المهيني وطلال الفريحي وآخرين.
تناول العرض المسرحي معاناة الاشخاص الذين يخوضون الحروب، وبعد الانتهاء منها يشعرون بأن أرواح من قتلوهم تطاردهم، ما يصيبهم بحالة نفسية صعبة تؤثر على حياتهم الشخصية وتجعلهم وحيدين حتى مع أهل بيتهم.
أحداث المسرحية تدور حول عسكري سابق قتل العديد من الأشخاص في الحروب وباتت أرواحهم تطارده في منزله ويراهم على هيئة أشباح حتى تحطمت حياته وجعلت منه إنسانا مضطرب العقل والنفس، ما تسبب في فجوة بينه وزوجته.
الرسالة التي قدمها العرض رسالة تحمل بين طياتها العديد من القضايا الانسانية خصوصا ممن عانوا من الحروب التي تحدث حولنا، وليس شرطا ان الحروب تكون بالسلاح ولكن هناك حروبا متعددة تحاك على بعض البشر مثل حروب الجوع التي يعاني منها العديد حاليا من المجتمعات العربية.
الرؤية الإخراجية التي قدمها محمد الانصاري لهذا العرض لامست الحضور، لأنه تعامل مع النص بذكاء لتوصيل رسالته بطريقته الخاصة، معتمدا على فريق فني ذكي أوصل الرسالة بكل اريحية للمتلقي من خلال الاضاءة والديكور والازياء، فكان العرض بمنزلة لوحة فنية جميلة، ناهيك عن الاداء التمثيلي لأبطال العرض الذين بذلوا جهودا في التنقل من حالة الى حالة، تماشيا مع احداث هذا العرض الذي ينتمي نوعا ما الى المسرح العبثي.
الله يشفيكم..!
الجهد المبذول من الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالتكليف فالح المطيري يستحق التقدير والاحترام، فهو على الرغم من مشاغله الكثيرة في ادارة الاعمال المكلف بها الا انه حريص على متابعة كل كبيرة وصغيرة في هذا المهرجان الذي يضم العديد من اللجان التي تعمل ليل نهار؛ لإنجاح الدورة، ولكن وعلى الرغم من هذا الجهد المبذول منه ومن اللجان العاملة إلا ان هناك فئة من الاشخاص يصطادون بالماء العكر؛ لأنهم «يغارون» من نجاح الآخرين، ويحاولون قدر المستطاع توصيل صورة مغايرة عن العاملين في هذا المهرجان لمن يعرفونه.. ما أقول إلا «الله يشفيكم»!