شيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية المحتلة، في موكب جنائزي مهيب، جثامين الشهداء الـ 5 الذين قضوا برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المدينة، إضافة الى شهيد سادس في رام الله امس.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى «رفيديا» وسط غضب عارم وهتافات وطنية وإضراب شامل وحداد شل مرافق الحياة في مختلف محافظات الضفة، بالتزامن مع اشتباكات ومواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على خطوط التماس.
وشارك في موكب التشييع، ممثلو القوى والفعاليات الرسمية والشعبية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ورددوا الهتافات الوطنية، والمنددة بجرائم الاحتلال.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، إن التصعيد الإسرائيلي الخطير هو السبب في عدم الاستقرار الحاصل في الأراضي الفلسطينية، وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، في بيان بأن «عدم الاستقرار هو بسبب استمرار التصعيد الإسرائيلي الخطير سواء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أو من قبل المستوطنين المتطرفين».
جاء ذلك تعقيبا من أبوردينة على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد التي قال فيها إن «على الرئيس الفلسطيني محمود عباس السيطرة على الميدان إذا أراد استقرار سلطته».
وأكد أن «استمرار عمليات القتل واقتحامات الأماكن المقدسة في القدس والخليل والإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي التي تدفع بالأوضاع نحو حافة الانهيار».
كذلك، أدان قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية الشيخ محمود الهباش، المجزرة البشعة التي نفذتها قوات الاحتلال في مدينتي نابلس ورام الله، وقال إن مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعوب التي تسعى نحو حريتها والتخلص من براثن الاستعمار والظلم والعدوان.
وقتل 6 فلسطينيين وأصيب ما لا يقل عن 20 آخرين بالضفة الغربية بينهم 5 خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس والسادس في إحدى قرى رام الله، وفق مصادر فلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن: حمدي قيم (30 عاما) وعلي عنتر (26 عاما) وحمدي شرف (35 عاما) ووديع حوح (31 عاما) ومشعل بغدادي (27 عاما) قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية في البلدة القديمة وسط نابلس.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان فإن العملية بدأت فور رصد عدد من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية دخول قوات إسرائيلية إلى وسط نابلس ما أدى لوقوع تبادل لإطلاق النار بين الجانبين تخلله سماع دوي انفجارات قوية.
وأفاد الشهود بأن الجنود الإسرائيليين قصفوا منزلا تواجد فيه شبان من مجموعة «عرين الأسود» التي تتألف من مسلحين يتبعون لفصائل فلسطينية في «حارة العطوط» بصواريخ مضادة للدروع.
وتتهم إسرائيل المجموعة بالمسؤولية عن «الاعتداء الذي أسفر عن مقتل جندي قبل نحو أسبوعين في نابلس وإرسال مخرب لتنفيذ عملية في تل أبيب، حيث تم إحباطها قبل أسابيع، بالإضافة لعملية زرع عبوة ناسفة في محطة للوقود في بلدة كدوميم قرب نابلس».