منذ الأيام الأولى لظهور الأدوار المجتمعية للجنسين، كان الرجال يتمتعون بميزة كونهم المسيطرين، وفي بعض الأوقات في التاريخ هم المشاركون الوحيدون في سوق العمل، بالتالي كان لدى الرجال رفاهية تكييفها وفقا لاحتياجاتهم، مما يجعل أي تعديلات متعلقة بالمرأة مستحيلة.
فقد خرجت النساء من الوباء يشعرن بقدر أكبر من التمكين، مدركين أن التواجد في بيئة عمل سامة لا يستحق التأثير السلبي، لذلك تغادر القيادات النسائية شركاتهن بمعدل ينذر بالخطر، والسبب أنهن يصلن إلى سقف لا تحتاج أن تكون هناك، ومن المرجح أن يتعرضن إلى عدوان يقلل من شأنهن.
إذا، ما هي العواقب طويلة الأمد للحفاظ على ثقافة مكان العمل الذكورية؟
صنف العلماء «ظاهرة الذكورة» في مكان العمل على أنها تشير إلى مجموعة من المعايير والممارسات والقيم التنظيمية التي تكافئ مسابقة لا نهاية لها على السلطة والقوة والمكانة، ومع ذلك فهم يحذرون باستمرار من أن تكلفة ممارسة الأعمال التجارية بهذه الطريقة مرتفعة للغاية على المدى الطويل، وأن أماكن العمل التي تصفق لمثل هؤلاء الأشخاص عادة ما تميل إلى السير في مسار مكان عمل سيء، حتى أنه سام.
وتتضمن الذكورة السامة ضغط الرجال والنساء أيضا على التصرف بطريقة مهيمنة وأنانية، وغالبا ما تعاقب المبلغين عن المخالفات، وتفضل أولئك الذين يتبعون تعليمات رؤسائهم ببساطة دون أسئلة أو آراء، وبالطبع تذكير الموظفين باستمرار أنه يمكن استبدالهم.
علاوة على ذلك، فإن معظم الرجال الذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى لديهم زوجة تقيم في المنزل، أو ليس لديهم أطفال في المنزل.
لذلك، هناك انفصال واضح بين التحديات اللوجستية المتمثلة في الاضطرار إلى رعاية الأسرة وتوقعات مكان العمل الذي تم بناؤه في الغالب ليناسب احتياجات الرجال مع القليل من الالتزامات الدنيوية أو بدونها.
حتى من الناحية اللاشعورية، غالبا ما يتم تشجيع الإناث على الالتزام بالقواعد الذكورية التقليدية، مع كون قواعد اللباس «الناجحة» امتدادا إلى لباس الرجل النموذجي وهو سترات البدلة والأحذية المصقولة والمغلقة.
ومن أجل تحقيق التوازن في أماكن العمل الذكورية النموذجية، يشجع الأكاديميون على تبني ثقافة رعاية أنثوية التي تشجع جميع الموظفين على التحدث وإعطاء ملاحظات فعلية لرؤسائهم.
إذا لم تتخذ الشركات إجراءات الآن، لن تفقد قائداتها من النساء فحسب، بل تخاطر بفقدان الجيل القادم من القيادات النسائية أيضا.
فالشابات يشاهدن المسنات يغادرن بحثا عن فرص أفضل، وهن على استعداد لفعل الشيء نفسه، ويتفق الخبراء أيضا على أنه لإحداث تغيير ثقافي حقيقي يجب على كل فرد في المؤسسة أن يفتح أعينه لرؤية العروض والتأثيرات الدقيقة للذكورة السامة، ويجب أن يكون القادة هم الأمثلة الأساسية.
dr_randa_db@