يعتبر النزاع والشقاق والشجار بين الآباء والأمهات من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى الانحراف والفساد، فاحتدام النزاع واستمرار الشقاق ما بين الأب والأم أمام الأولاد يجعلهم يهربون من هذا الجو الموبوء ويبحثون عن رفاق يقضي معهم وقته ويسرف في مخالطتهم، فإذا كانوا قرناء سوء ورفقاء شر فإنه سيدرج معهم على الانحراف والفساد ويتدنى بهم إلى أرذل الأخلاق وأقبح العادات ويصبح أداة خطر وبلاء. فرفقاء السوء والخلطة الفاسدة من عوامل الانحراف، لاسيما إن كان الولد بليد الذكاء ضعيف العقيدة، سرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار واكتساب أحط العادات وأقبح الأخلاق، فإذا غابت الرقابة الأسرية وإذا تركوا التوجيه الصحيح في اختيار الرفقة كان الفساد الأخلاقي لهم وما يصحبه من تشرد وضياع وتشتت والانجراف الى الجريمة أو المخدرات، فحينما لا يجد الابن الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه لا شك سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد والانحراف.