قال الله تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) وقد يفهم بعض الأزواج ان قوامة الرجل تعني تسلط الزوج والافضلية على زوجته في كل شيء.. وفي هذا يوضح الشيخ حمد سنان ماذا تعني القوامة التي حددها الله عز وجل وبينها رسول صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ حمد سنان ان الزوجة عمليا وواقعيا قد تقاسمت مع زوجها القوامة فصارت قوامة على الزوج في جوانب وصار الزوج قواما عليها في جوانب، مشيرا الى ان الحديث عن القوامة يجب ان يكون عن مكث وعن حذر ولا يصح بل يمنع منه من لم يستشعر تحول مهام الرجل الى مهام المرأة في هذا العصر. فنرى المرأة في سكراب أمغرة أو في الشويخ الصناعية تبحث عمن يصلح سيارتها وأمّا أن تشتري استهلاكيات بيتها، أو حين تراها تخرج لعملها صباحا وترجع منه عصر اليوم، فيكون كل حديث عن قوامة الرجل عليها سببا في فتنتها، وإن لم يكن دافعا لفتنتها أو السخرية منها. وأكد الشيخ سنان ان قوامة الرجل على المرأة في ظل هذا الحال تحمل في ظاهرها ظلما للزوجة أو الأخت، وحاشا للإسلام أن يظلمها، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم تأتي القطة وتجلس على ثوبه فلا يقوم حتى تقوم القطة رأفة بها، فهل يقسو على المرأة من يرأف بالقطة؟ وهو صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول وهو يجود في آخر أنفاسه «استوصوا بالنساء خيرا» وكيف تكون القوامة ظلما والله يقول «ولا يظلم ربك أحدا» ولفت إلى أن الإشكال يأتي من بعض النصوص ما بين ظاهره ان المرأة مسلوبة الإرادة ويكون الواقع أن زوجها يكون رئيس قسم وزوجته مديرة أو وكيلة وزارة او من النصوص من طاعة الزوج أو النشوز كخروج الزوجة دون إذن زوجها ولو كان برا للوالدين أو لحاجة ضرورية لها، أو يكون في العموم عمل الزوجة في التجارة أو التدريس.
وقال الشيخ سنان ان الاشكال في أن تجد نصوصا عامة في احترام الاسلام للمرأة أو تجد تقليلا يقلل من قدرة الزوجة على الكسب فاختلطت ضرورتها بكماليتها، وتجذر هذا الخلط الذي أدى بدوره الى تقاسم اسباب القوامة تبعا لظروف هذه المعيشة بل وإن لم تتحول كلياتها إلى الزوجة حين تخلى الزوج عن مسؤوليته وراء سهره ولهوه.
وأكد ان من أعظم الواجبات على علماء الأمة جمع ما تناثر من نصوص في مسألة قوامة الرجل على المرأة، والعموم مع التوفيق فيما يتعارض بينهما، وتأسيس منهج قائم بما يتماشى مع واقع العصر وروح الشريعة وسماحة العقيدة وإن من الإجرام في حق شبابنا وفتياتنا الغفلة عن هذه المسألة الحيوية.