- العنزي: أماكن عديدة متاحة.. فلماذا يلجأ إلى الحمام؟!
- الشمري: من قال بجواز الصلاة في الحمام مخطئ خطأ بيِّناً
- السويلم: الحمام مكان النجاسة والإهانة ولايصلح للذكر والصلاة
ليلى الشافعي
قال الله عز وجل (وثيابك فطهِّر) فطهارة الثوب والمكان والبدن من شروط صحة الصلاة.. فما حكم الشرع فيمن يصلي مضطرا في الحمام، حيث يكون هذا الشخص قد دخل الإسلام حديثا ويخشى أن يكشف أمره؟ وإذا كان الحمام طاهرا لا نجاسة فيه وواسعا فهل تصح الصلاة فيه أم لا؟
يـــؤكد د.سعد العنزي ان الصــــلاة في الحمام لقـــضاء الحاجة لا يجوز ولا تصح الصلاة فيه، وهذا هو الأصل في الموضوع لوجوب شرط طهارة المكان، وأعتقد ان من خاف إظهار إسلامه والخوف من عاقبة ذلك، فهناك أماكن كثيرة طاهرة من الممكن ان يصلي فيها غير الحمامات الواسعة والنظيفة خلال العدة لقضاء الحاجة ويمكن ان يصلي فيها ومنها الحدائق، الصحراء، مكان العمل، فصول الدراسة، لماذا نخصص الحديث عن استثناء الصلاة في الحمام وهناك سعة في الأمر ولا يوجد حرج أصلا.
خطأ
من جهته، يقول الداعية سعد الشمري: الصلاة في الحمام منهي عنها، سواء كان محلا لقضاء الحاجة او للاغتسال، لما فيه من كشف العورات، وهو مأوى للشياطين، فمن قال بجواز الصلاة فيه فهو مخطئ خطأ بينا، لما رواه الترمذي 317 وأبوداود 492 وابن ماجه 745 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام»، والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان، والألباني في صحيح سنن الترمذي، فالفقهاء متفقون على ذلك في الجملة، ولكن لو قدر انه اضطر لذلك إذا كان قد أسلم حديثا وخشي من أهله أن يكشفوا أمره فيؤذونه بضرب أو طرد او حرمان او نفي ونحو ذلك، فله أن يصلي فيها إذا لم يجد مكانا آخر للضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، فالحاصل أن يتقي الله عز وجل ويبحث عن مكان يصلي فيه غير الحمام، وله أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء لهذه الحال.
من جانبه، قال الداعية يوسف السويلم: المقصد من الصلاة تعظيم الله تعالى وهي الصلة بين الله والعبد، والحمام مكان الإهانة والنجاسة، فلا تصح للذكر ولا للصلاة، فكيف يعقل أن يذكر فيه اسم الله أو يعبد الله فيه، فالأمر هناك يحتاج إلى تأمل قبل أن يشرع بالعبادة في مكان النجاسة إلا في أضيق الحدود لأن هناك بدائل كثيرة وأماكن كثيرة وأوقاتا تتسع فيها العبادة والمسلم أعلم بحاله ومكانه وقدرته والله غفور رحيم بعباده ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.