رفعت موسكو منسوب تهديداتها الموجهة للغرب الداعم لأوكرانيا ملوحة باستهداف أقماره الاصطناعية، بعد يوم من اجرائها تدريبات مكثفة لقوات الردع النووية الاستراتيجية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية إن الأقمار الاصطناعية التجارية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها قد تصبح أهدافا مشروعة لروسيا إذا ساعدت القوات الأوكرانية التي تشن هجوما مضادا في عدة مناطق.
وأطلقت روسيا عام 1957 (سبوتنيك 1) وهو أول قمر اصطناعي إلى الفضاء الخارجي. وتمتلك قدرة فضائية هجومية كبيرة، حيث أطلقت في 2021 صاروخا مضادا للأقمار الاصطناعية لتدمير أحد أقمارها.
وأبلغ قسطنطين فورونتسوف، نائب رئيس دائرة حظر الانتشار النووي والرقابة على التسلح بوزارة الخارجية، الأمم المتحدة أن واشنطن وحلفاءها يحاولون استغلال الفضاء لفرض الهيمنة الغربية.
وأضاف فورونتسوف، وهو يقرأ من ملاحظات، أن استخدام الأقمار الاصطناعية الغربية لمساعدة المجهود الحربي الأوكراني «توجه شديد الخطورة».
وقال أمام (اللجنة الأولى) بالأمم المتحدة إن «البنية التحتية شبه المدنية ربما تصبح هدفا مشروعا لضربة انتقامية»، ووصف استخدام الغرب لمثل هذه الأقمار الاصطناعية لدعم أوكرانيا بأنه «استفزازي».
وأوضح «نتحدث عن استخدام مكونات من البنية التحتية الفضائية المدنية، بما في ذلك التجارية، من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في صراعات مسلحة».
في غضون ذلك، اتهم الكرملين كييف بأنها انسحبت من مفاوضات السلام مع موسكو في مارس بناء على «أوامر» واشنطن، في وقت «كان قد تم التوصل إلى توازن صعب جدا».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن «النص كان في الواقع جاهزا، ثم فجأة، اختفى الجانب الأوكراني عن الرادارات، وقال إنه لم يعد يريد متابعة المفاوضات».
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر أن «رفضا من هذا القبيل للاتفاقيات التي سبق أن تم التفاهم عليها، حدث بشكل واضح بناء على أوامر من واشنطن».
وسارع الرئيس الاوكراني فولودومير زيلينسكي إلى نفي أي إمكان للتفاوض مع موسكو ما دام الجيش الروسي «يضرب البنى التحتية» الأوكرانية.
وقال «فلنبدأ برفع الحصار على الأقل عن البحر الأسود»، مع اتهام كييف لموسكو بأنها تتعمد تأخير إبحار 170 سفينة محملة بالحبوب من أوكرانيا في اتجاه دول عدة في افريقيا وآسيا.
من جهته، حذر بوتين من ان العالم يتجه «نحو السيناريو الأسوأ» متهما الغرب بأنه يلعب لعبة «خطيرة ودموية وقذرة» بشأن أوكرانيا. لكنه بدا واثقا من أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيتعين عليهم عاجلا أو آجلا إجراء محادثات مع روسيا.
وبعد يوم من التدريبات الاستراتيجية لقوات الردع النووية، قال بوتين إن روسيا ليست بحاجة إلى توجيه ضربة نووية لأوكرانيا ولا جدوى منها سواء عسكريا أو سياسيا، معتبرا أن ما تقوم به موسكو ليس سوى دفاع عن «حقها في الوجود» في مواجهة القوى الغربية، متهما الأميركيين والغربيين بأنهم يريدون «تدمير (روسيا) ومحوها من الخريطة».
وقال بوتين في خطاب ألقاه في موسكو أمام منتدى فالداي إن العالم «عند لحظة تاريخية.
نحن بلا شك نواجه العقد الأكثر خطورة، الأكثر أهمية، (العقد) الذي لا يمكن التنبؤ به» منذ 1945، مضيفا أن الكوكب يعيش «وضعا ثوريا»، لأن الغرب «يستميت» في السعي إلى فرض هيمنته.