في إحدى جولاتي بالعمل الخيري زرت المتحف الحضاري الإسلامي في سويسرا والتي ساهمت في تأسيسه إحدى المتبرعات بواسطة جمعية الرحمة العالمية في الكويت وإذا هو مَعلم حضاري يُعرف الإنسان بالإسلام وحضارته وكذلك به تعريف عن قائد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ويستحق الزيارة، وكيف لا وقد سمعت الكثير عن القصص التي اهتدى وأسلم بها من بني جنسهم، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها" (رواه الترمذي وابن ماجه)، فهم بحكمتهم يستغلون أحسن الوسائل للتعريف بالإسلام.
يُحدثني القائم عن المتحف بأنه أتت امرأة فانبهرت وطلبت بعض الكتب عن الإسلام، وما هي الا فترة وتأتي لتعلن إسلامها فيقول لها صاحبي "لقد اخترتِ الإسلام" فتقول "الإسلام هو الذي اختارني" يا لها من عبارة جميلة وجهد أجمل من القائمين وهم يستشعرون قول النبي صلى الله عليه وسلم "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (رواه البخاري ومسلم).
وفي رومانيا افتتحنا مركز السلام الإسلامي كذلك من تَبرع بالكويت ليكون منبراً للدعوة والهداية فهنيئاً لتلك الأيادي البيضاء التي اقشعر جسدي مما نالهم من دعاء المسلمين في هذا البلد ممزوجاً بدموع الفرح لما غرسوه في هذا المركز بأنشطته المتعددة من حلقات قرآن وتعليم لغة عربية ومحاضرات وإقامة للعبادات من صلاة وإفطار صائم وتعاهد على المحافظة على دين الله.
المسلمين في شتى انحاء العالم يحتاجون لمد يد العون للحفاظ على دينهم والتعريف به.
وكما قال الشاعر:
لا يصنع الابطال إلا
في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن
في ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة
ورق تذريه الرياح
فها هو مسؤول المركز يحدثني عن فتاتين أسلمتا بسبب رؤيتهم لهؤلاء المسلمين وتأثرهم بهم وبأخلاقهم: "احداهن أعجبها صلة الرحم والترابط الأسري فأسلمت والأخرى رأت مفهوم النظافة والوضوء فأسلمت".
وغيرها من النماذج كثير "فالدين المعاملة".
فليكن لنا نصيب وحظ منها بالمساهمة بالأجر، فالساعي إلى الخير كفاعله.
ومن أجمل ما سمعت دعاء المسلمين في المركز للمتبرع بدعاء صادق يخرج من القلب ليصل للقلب فرحين بهذا الإنجاز وهم يرون مثل هذه الثمرة التي تسهم في الحفاظ على دينهم وتنشئة أبنائهم والتعريف بالإسلام لغيرهم.
فهنيئاً للأيادي البيضاء بشارة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة " (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).
فطوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.