تتعدد الأيام الصحية طوال العام ويكون الاحتفال بها عادة في تجمع مجتمعي بوضع البوفيه الفاخر بكرم ودون قيود، ولكن من الغريب أن يكون الاحتفال ببعض الأيام الصحية مثل يوم القلب العالمي أو اليوم العالمي للوقاية من السكري وعلى الرغم من أن التوعية تؤكد ضرورة أن يكون الغذاء صحيا وغنيا بالألياف والخضراوات والفواكه وخاليا من الدهون والسكريات والأملاح إلا أننا نجد البوفيه مليئا بالأطعمة التي تخالف ما نروج له بالتوعية إذ إننا نجد الحلويات بأصنافها المختلفة والمعجنات وكأن التوعية والاحتفال في عالم آخر غير ما نقوم به للتوعية بتجنب هذه الأطعمة.
ونادرا ما تجد على استحياء في مثل تلك الاحتفالات بالأيام الصحية ما يجب توفيره وتقديمه من غذاء صحي للوقاية من عوامل الخطورة من الأمراض المزمنة غير المعدية فهي أكبر تحد يواجه النظم الصحية وخطط وبرامج التنمية.
لذلك فإن الاحتفالات بهذه المناسبات يجب أن تكون نموذجا صحيا من حيث التغذية والتشجيع على النشاط البدني والابتعاد والإقلاع عن التدخين، حيث للأسف تجد المدخنين قد تسللوا في مثل تلك المناسبات التي تفقد جدواها بسبب التصرفات غير المسؤولة من البعض والتي تهدم أي حملات للتوعية لتحقيق الأهداف لخفض معدلات انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة المرتبطة بها مثل التدخين والتغذية غير الصحية والخمول البدني، لأنها تعصف بالخطط الخاصة بالتنمية وتصبح أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بعوامل الخطورة والأمراض المزمنة مجرد أحلام فقط وكأنه لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
ومن المفروض في الاحتفالات بالأيام الصحية أن يشتمل البوفيه على أغذية صحية مثل الألياف والخضراوات والفواكه وأن نبتعد عن الأغذية الغنية بالسكريات والأملاح والدهون وأن يشتمل البرنامج للاحتفال على الحث على ممارسة النشاط البدني والابتعاد عن التوتر والقلق ولا ننسى النصائح بالابتعاد عن التدخين وأماكن المدخنين.
وأرجو من كل من يريد الاحتفال بأي من الأيام الصحية أن يحرص على وجود الغذاء الصحي في هذه الاحتفالات حتى لا يكون هناك مجال للانتقادات من البعض وحتى لا نكون كالمثل الذي يقول «باب النجار مخلع»، فالقدوة الحسنة ضرورية حتى نستطيع الوصول الى الغرض المطلوب للتوعية بالغذاء الصحي.