الجزائر ـ هناء السيد ووكالات
شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أن الظروف الدولية الراهنة تستوجب من الدول العربية صياغة مواقف قوية، داعيا إلى ضرورة العمل جميعا من أجل إنهاء الأزمات في سورية وليبيا واليمن.
وقال أبوالغيط في كلمته خلال اجتماع مجلس الوزراء العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر إن «القمة التي ستعقد بالجزائر من أهم آليات العمل العربي المشترك».
واعتبر أن «الوضع في فلسطين على وشك الانفجار»، مشيرا إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي يمارس هوايته في اللعب بالنار، أطراف دولية لا تدافع عن الحل في فلسطين سوى بالكلام الإنشائي».
وأضاف «الأوضاع في الأراضي المحتلة على وشك الانفجار والمرحلة الراهنة تقتضي منا العمل الجاد لتعزيز الصمود الفلسطيني».
وأشار أبوالغيط، إلى تطلعه لتنفيذ بنود «إعلان الجزائر»الذي سيصدر عن القمة المقررة مطلع نوفمبر المقبل من أجل لم الشمل الفلسطيني وخدمة الشعوب العربية بشكل عام.
من جهته، أكد وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي أن التطرف والإرهاب يعد أبرز التحديات التي تواجه العالم مما يدعو الدول العربية إلى التعاون والتنسيق لمواجهة هذه الآفة وتجفيف منابع تمويلها، ومواجهتها اجتماعيا من خلال نشر الفكر المستنير.
وسلم الجرندي نظيره الجزائري رمطان لعمامرة رئاسة المجلس في دورته الحادية والثلاثين، مهنئا الجزائر على حسن استعدادها للقمة العربية.
وأوضح الوزير التونسي أن بلاده سعت في ظروف غير مسبوقة تمثلت في جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، خلال رئاستها للجامعة العربية على مستوى القمة، في دورتها السابقة.
ودعا إلى أن تمثل القمة العربية تحركا استثنائيا لتوحيد المواقف العربية لاستعادة سورية استقرارها واليمن والعراق ولبنان.
بدوره، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في كلمته عقب تسلم بلاده رئاسة الدورة الـ 31 لاجتماعات الجامعة العربية، إنه نيابة عن الرئيس عبد المجيد تبون والشعب الجزائري «نرحب بكم جميعا راجين أن تكلل اجتماعاتنا التحضيرية بالنجاح».
وأشار إلى أن «الأزمة في أوكرانيا تأتي بأبعادها الأمنية والسياسية والاقتصادية لتخلق واقعا متأزما يؤثر على المنظومة الدولية بما فيها منطقتنا العربية، وفي ظل تلك الأوضاع التي تعمق حدة التحديات المشتركة التي تواجهنا يتطلب مضاعفة الجهد تستنير بمبدأ وحدة المصير وما ينطوي عن ذلك من وحدة الالتزامات لنهضة الأمة العربية، ومن هذا المنطلق فإننا نعول كثيرا على العمل العربي المشترك وفق نهج يمكننا بصفة جماعية من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا».
وأوضح أن التطورات التي يشهدها عالمنا رغم تعقيدها وتشعب أبعادها يجب ألا تنسينا همومنا وقضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تمر بأصعب أحوالها في فرض سياسة الأمر الواقع من الاحتلال الاسرائيلي، ونحيي الفلسطينيين على الانخراط في التوقيع على اتفاق المصالحة ضمن إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل في 13 الجاري، ويجب البناء على هذا التطور لبناء توافق أوسع يسمح بلم شمل الدول العربية لحل أزمات حادة تمر بها منطقتنا العربية.
وأوضح أن الأوضاع العصيبة التي بمر بها كل الأشقاء في ليبيا وسورية واليمن والصومال وكذلك في السودان ولبنان يجب أن تستوقفنا لاستدراك ما فاتنا من جهود ومبادرات للدفع بمبادرات السلم والمصالحة التي يجدر بها أن تنطلق فعلا من البيت العربي، ونتطلع إلى تعزيز التضامن مع الدول العربية الشقيقة.
واختتم وزير الخارجية الجزائري كلمته بالدعوة «للعمل معا بكل طموح وبروح توافقية بناءة من أجل قمة لم الشمل وتعزيز التضامن العربي».
هذا وعقدت هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات التابعة للقمة العربية اجتماعا لها على المستوى الوزاري، وذلك لاستكمال التقرير الذي أعدته الهيئة على مستوى المندوبين وكبار المسئولين الأربعاء الماضي بشأن الإجراءات المتخذة لتفنيذ قرارات القمة العربية في تونس مارس 2019، ومدى التزام هذه الدول لتنفيذ هذه القرارات.
وتضم الهيئة في عضويتها «ترويكا القمة» وهي: تونس «رئيسا» والسعودية والجزائر، و«ترويكا المجلس الوزاري» وهي: مصر وقطر والكويت فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وسوف ترفع الهيئة هذا التقرير إلى القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين بالجزائر.