أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا إيرانيين وهم يواصلون احتجاجاتهم أمس في تحد صريح لتحذيرات الحرس الثوري بشأن ضرورة إنهاء التظاهرات، مما أثار رد فعل عنيفا من شرطة مكافحة الشغب و«الباسيج».
وغداة تحذير قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المحتجين من أن أمس الاول هو آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج في الجامعات في انحاء ايران.
ووفقا لوكالة «رويترز» للأنباء، أظهر مقطع فيديو أحد أفراد قوات الباسيج وهو يطلق النار من سلاح من مدى قريب على طلاب يحتجون في فرع جامعة «آزاد» في العاصمة طهران، كما سمع دوي إطلاق نار في مقطع نشرته منظمة «هنكاو» الحقوقية خلال احتجاجات في جامعة كردستان في سنندج، وأظهرت مقاطع فيديو من جامعات في مدن أخرى قوات الباسيج وهي تفتح النار على الطلاب.
وحاولت قوات الأمن محاصرة الطلاب داخل مباني الجامعات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين بالعصي، مما دفع المتظاهرين الذين بدا أنهم عزل، للتراجع فيما هتف بعضهم «الباسيج العار أغربوا عن وجوهنا» و«الموت لخامنئي».
في غضون ذلك، قالت وكالة «هرانا» للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران إن 283 متظاهرا قتلوا في الاضطرابات حتى أمس الاول، بينهم 44 قاصرا، كما قتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.
وأضافت الوكالة أن أكثر من 14 ألف شخص تم اعتقالهم، بينهم 253 طالبا، في احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (إيرنا) عن قائد الحرس الثوري في إقليم خراسان الجنوبي العميد محمد رضا مهدوي قوله «حتى الآن، التزم الباسيج ضبط النفس والصبر. لكن الأمر سيخرج عن سيطرتنا إذا استمر الوضع».
في سياق متصل، أكد علي خان محمدي المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ايران لموقع «خبر أونلاين» امس أن المؤسسة الدينية ليست لديها أي نية للتراجع عن فرض الحجاب لكن يتعين عليها أن «تتحلى بالحكمة» بشأن تطبيق هذا الفرض.
وقال محمدي إن «خلع الحجاب مخالف لقانوننا والهيئة لن تتراجع عن موقفها».
وأضاف «ومع ذلك، يجب أن تتحلى تصرفاتنا بالحكمة لتجنب منح الأعداء أي ذريعة لاستخدامها ضدنا».
وفي محاولة أخرى على ما يبدو لنزع فتيل التوتر، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إنه يحق للناس المطالبة بالتغيير وإن مطالبهم ستلبى إذا نأوا بأنفسهم عن «مثيري الشغب» الذين خرجوا إلى الشوارع.
وأضاف «نرى أن الاحتجاجات ليست فقط حركة تصحيحية ودافعا للتقدم لكننا نعتقد أيضا أن هذه الحركات الاجتماعية ستغير السياسات والقرارات، بشرط ابتعادها عن مرتكبي العنف والمجرمين والانفصاليين»، وهي مصطلحات يستخدمها المسؤولون عادة للإشارة إلى المتظاهرين.
ومن غير المرجح أن يقبل المحتجون بالتلميحات حول تخفيف اللهجة والإجراءات الأمنية، خاصة بعدما تصاعدت مطالبهم إلى ما هو أبعد من تغيير قواعد الزي وباتوا ينادون بإنهاء حكم رجال الدين.