بين أرفف المكتبات تكتنز العلوم والمعرفة.. بين أرفف المكتبات تتجلى الحكمة ويأتي الإلهام، بين أرفف المكتبات تتولد الانطلاقة لبناء الحضارات، «بين أرفف المكتبات» عنوان جميل لبرنامج إذاعي هادف يجول في أروقة المكتبات ويلتقي كتابا، وعاشقي القراءة، كان لي الشرف بأن أكون ضيف إحدى حلقاته بحوار ممتع مع الإعلامي المتميز فيصل الشمري، فخالص الشكر للوكيل المساعد لقطاع الإذاعة يوسف السريع ومدير الشؤون البرامجية إبراهيم ماتقي على هذه البرامج النوعية التي تقدم قيمة هادفة وأفكارا خلاقة تثري المجتمع.
تملكني الحماس في ذلك الحوار الإذاعي لأنني كنت للتو قد انتهيت من القراءة في الحضارة الإسلامية ودور المكتبات فيها والحركة العلمية الرائدة التي لعبتها المكتبات والمهتمين بالعلم والثقافة في بغداد والأندلس وبلاد الشام على مر العصور الإسلامية واهتمام الخلفاء والسلاطين بالمكتبات من ناحية التأليف والتصنيف والترجمة وديكورات المكتبات والتجهيزات المكتبية للقراء بخدمات فندقية ذات خمس نجوم، فمن بين أرفف المكتبات بزغ نجم الجاحظ والعقاد وابن الهيثم وابن خلدون والرازي وأصبحت المكتبات منارة للعلم يقصدها الأوروبيون حتى تأسست أرقى جامعاتهم بفضل ما غذتهم به المكتبات الإسلامية، تنقلنا المكتبات في حضرتها، حيث النور والأفق الواسع والفكر النير، فالقراءة الحية والحراك الثقافي يولدان من رحم المكتبات تلك.
أعشق كل ما يتعلق بالكتب والقراءة، حيث أحرص على زيارة المكتبات في أغلب الدول التي أزورها، فالاهتمام بالمكتبات يعكس البعد الفكري والحضاري لتلك المجتمعات، ومازالت القراءة والتنقل بين أرفف المكتبات شغفي بالإضافة إلى العمل الإعلامي لأن القراءة هي الوقود الذي يجعلك تكمل مسيرتك بأفكار متجددة.
هي دعوة لمؤسسات المجتمع المدني أن تهتم بالمكتبات وتعطيها أولوية تضيف إليها لمسات إبداعية بحيث تجعلها جاذبة لكل الأعمار ومزارا ثقافيا ينهل منه أفراد المجتمع العلم والفكر من خلال الديكورات المميزة والجلسات المريحة والكتب النوعية والبرامج الثقافية والعلمية ومجموعات القراءة ونوادي القراءة للأطفال حتى ننشأ جيلا متمرسا بالعلم والمعرفة ينهض بالمجتمع فكرا وإبداعا وسلوكا.
al_kandri@