باهي أحمد
بعد قيام رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك بالاستحواذ على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وطرحه أفكارا جديدة لتعزيز إيرادات موقع التدوينات الأشهر عالميا، بفرض رسوم شهرية لتوثيق الحسابات بالعلامة الزرقاء بلغت 8 دولارات شهريا، شهدت تلك الخطوة تباينا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض لتلك الخطوة.
وقد واجه ماسك انتقادات واسعة حول توجهه هذا، فيما هدد عدد كبير من المشاهير بمقاطع موقع تويتر ومغادرته، إلا ان إيلون ماسك قد سخر في تغريدة جديدة أمس من استعداد مستخدمي «تويتر» دفع 8 دولارات لقاء مشروب قهوة، وامتعاضهم من دفع المبلغ نفسه للاحتفاظ بالعلامة الزرقاء لمدة 30 يوما.
وفي هذا السياق، أكد خبيران بمجال التكنولوجيا والاتصالات، في تصريح خاص لـ «الأنباء»، ان تلك الخطوة قد يسير على نهجها عدد من منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز إيراداتهم، متوقعين ان تكون تلك الخطوة هي بداية وان يلحقها خطوات أخرى كطرح أكثر من توثيق وبألوان وأسعار وصلاحيات مختلفة.
وتوقع الخبيران ان تشهد تلك الخطوة نجاحا كبيرا خاصة من قبل صناع المحتوى والمشاهير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ان قيمة الاشتراك ليست كبيرة.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال خبير تكنولوجيا المعلومات م.قصي الشطي ان رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك حين قرر الاستحواذ على شركة تويتر، كان لديه فكر واضح في كيفية الاستثمار به واستقطاب عدد كبير من المتابعين وماهية الجوانب والسياسات والوسائل التسويقية والأدوات التي تساهم في تعزيز الدخل ورفع مستوى ربحية الشركة وتحسين وضعها الحالي.
وأضاف ان الفكرة التي طرحها ماسك فيما يخص دفع 8 دولارات شهريا للحسابات الموثقة، تعد جديدة ولم تطبق من قبل، مشيرا إلى أنه في بداية طرحها ذكر انها قد تكون 20 دولارا شهريا، إلا انه سرعان ما خفضها بعد تغريدته مع الكاتب الأميركي الشهير ستيفن كينج لتصبح 8 دولارات فقط.
وأوضح الشطي ان تلك الخطوة قد تصبح «تريند» تتبعه بها باقي منصات التواصل الاجتماعي والتي تحاول هي الأخرى البحث عن مداخيل جديدة لتعزيز إيراداتها المالية إلا انه من المبكر تقييم مدى نجاح أو فشل تلك الخطوة لكن الاحتمال الأكبر ان تكون تلك الخطوة مجدية وتساهم في تعزيز إيرادات تويتر.
من جانبه، قال مستشار أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية العقيد متقاعد رائد الرومي إن الخطوة التي قام بها إيلون ماسك بفرض قيمة شهرية على توثيق حسابات تويتر قد تأخرت، متوقعا ألا تتوقف الأمور عند تلك الخطوة، حيث ان إيلون ماسك معروف باستغلاله للفرص فمن المتوقع ان يقترح أكثر من توثيق وبألوان مختلفة وكل منها قد يكون له خصائص معينة وصلاحيات محددة، وذلك حسب قيمة الاشتراك التي ستدفع شهريا، وهي طريقة جيدة للتسويق للحسابات، خاصة ان صناع المحتوى والمشاهير على وسائل التواصل يحتاجون الى تلك الخطوة وهي ما تسمى بالترقية على أن يكونوا متفاوتين فيما بينهم ولمعرفة مدى انتشارهم ومدى تأثيرهم على المتابعين.
وأضاف الرومي أن تلك الخطوة تعد ناجحة وذكية من إيلون ماسك وستساهم في تعزيز إيرادات تويتر، متوقعا ان تسير باقي منصات التواصل الاجتماعي على المنوال نفسه وأن تقوم بخطوات مشابهة لتعزيز إيراداتها هي الأخرى.
ما أهمية علامة التوثيق الزرقاء؟
تعد علامة التوثيق الزرقاء، وليدة دعوى تشهير ضد شركة تويتر في عام 2009، حيث كان الهدف الأساسي من البرنامج هو التحقق من هوية فئات معينة من الأشخاص، مثل المشاهير والسياسيين والشركات والصحافيين كحماية من انتحال الهوية والاحتيال، وتشترط قواعد الشركة أن تكون الحسابات «موثوقة ومميزة ونشطة» للظفر بالعلامة.